صدر حديثا عن "دار وائل للنشر" كتاب "انحراف الأحداث: العدالة والتفسيرات" للأستاذ الدكتور "عايد عواد الوريكات" أستاذ النظرية الاجتماعية وعلم الجريمة في قسم علم الاجتماع بالجامعة الأردنية.

ويمثّل الكتاب مدخلا مهما للباحثين الشباب، وطلاب السنوات الأولى في تخصصات علم الاجتماع وعلم النفس والعمل الاجتماعي والقانون وسائر العلوم الاجتماعية ذات العلاقة، حيث يمنح الكتاب الدارسين إطلالة بانورامية على أهم المدارس والتيارات والنظريات التي تتناول ظاهرة "انحراف الأحداث"، بما يوجّه قراءاتهم ويتيح لهم التوسّع والتعمّق أكثر في المستقبل كلّ حسب تخصصه واهتماماته البحثية.

ويعطي الفصل الأول من الكتاب لمحة عن التطور التاريخي لمفهوم "انحراف الأحداث" في ضوء نظريات التحديث الأولى من أمثال "إميل دوركايم" و"ماكس فيبر"، وكيفية تأثير هذا الانتقال نحو الحداثة على السلوك البشري، وكذلك نظريات الثقافة والعولمة، وزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

وتتناول الفصول الأربعة التالية تباعا موضوعات "انحراف الأحداث في العالم العربي"، و"محاكم الأحداث"، و"قوانين الأحداث في العالم العربي"، و"مؤسسات التنشئة الاجتماعية"، مع استعراض بعض الأرقام التي تشير إلى الاتجاهات وتعطي صورة تقريبية عن حجم الظاهرة، واستعراض بعض الافتراضات المتعلقة بانحراف الأحداث كالفقر، والتحضّر، والثقافة، والتركيب العمري للسكان، والبطالة، والإعلام.

ويخصص "الوريكات" الفصول السادس والسابع والثامن تباعا لاستعراض أهم التفسيرات "البيولوجية" و"النفسية" و'الاجتماعية" لظاهرة "انحراف الأحداث".

ويختتم الكتاب بالفصل التاسع الذي يستعرض بشيء من التفصيل الأساليب العلاجية لانحراف الأحداث.

وتمتاز لغة الكتاب بالسهولة والإيجاز والاستعراض السلس للأفكار والمعلومات بعيدا عن الحشو والإطناب، وذلك امتدادا لخبرة "الوريكات" الطويلة في التدريس الجامعي التي تمتد لأكثر من ثلاثين سنة.

وقد صدّر "الوريكات" كتابه بإهداء إلى روح والده راجيا أن يكون "هذا العمل المتواضع في ميزان حسناته".

ويحمل "الوريكات" درجة الدكتوراه في "علم الاجتماع/ علم الجريمة" من جامعة "ويسترن ميتشغان" الأميركية، وتولّى التدريس وتقلّد المناصب الأكاديمية في العديد من الجامعات مثل "جامعة الإمارات العربية المتحدة"، و"جامعة نايف للعلوم الأمنية"، وجامعة "مؤتة" بشقّيها المدني والعسكري، و"الجامعة الأردنية"، و"أكاديمية الشرطة الملكية".

وسبق وأن صدر للوريكات كتب "نظريات علم الجريمة" في طبعتين منفصلتين، و"علم النفس الجنائي"، و"علم الاجتماع الطبي"، إضافة إلى نشره أكثر من (40) بحثا ودراسة في شتّى مجالات علم الاجتماع في المجلات والدوريات المحلية والعربية والدولية المحكّمة، والمشاركة في المؤتمرات والندوات المتخصصة، والإشراف على عشرات الرسائل والأطروحات الجامعية.