محللون: الإعلام العسكري لـ"القسام" شكل هزيمة نفسية للاحتلال وانفرد بالميدان

قال محللون سياسيون، إن كتائب القسام نجحت في حربها الإعلامية نجاحاً لا يقل عن نجاحها في الميدان، واستطاعت عبر جناحها الإعلامي "الإعلام العسكري"، أن تنفرد بنشر الصورة من الميدان وتجبر إعلام الاحتلال على التزام الصمت، أمام إعلام المقاومة.

وأفاد المحللون في أحاديث منفصلة مع وكالة "صفا"، بأن صور الميدان للقسام شكلت هزيمة داخلية للمقاتل والمجتمع الإسرائيلي، ما دفع قادة الاحتلال الطلب من مجتمعهم عدم متابعة الإعلام المقاوم.

وذكر الإعلامي نواف العامر، أن إدارة القسام للمعركة جعلت روايتها هي الرواية الأقوى؛ لأنها كانت الأولى والمدعومة بالصورة، وتوصف الصورة بأنها أقوى من ألف كلمة".

سباق المؤسسات عليها

وقال العامر: "إن قوة الإعلام العسكري لكتائب القسام كانت تكمن بكونه الوحيدة في الميدان ومن قبل المعركة، بحيث كانت كل وسائل الإعلام تتسابق لتتلقفها كل المؤسسات الإعلامية عبر العالم".

وتابع: " كما أن فيديوهات المقاومة قطعت الطريق أمام أي رواية كاذبة قد يسعى الاحتلال لتصديرها، ولم تدع من مجال للإعلام الإسرائيلي لبث أي رواية مغايرة عما ينشره القسام، ونهاية التسليم بما تقوله المقاومة".

وأكد في تقييمه للإعلام العسكري للمقاومة، بأنه أعاد رسم الصورة الحقيقية للجندي الإسرائيلي، الذي خاض عشرات الدورات لتقوية معنويته ورفع استعداده للقتال، لكنه تحوّل الآن إلى دمية بين يدي كتائب القسّام وهو يجره إلى المعتقل، أو يدخل لمعسكراته و يجندل جنود الاحتلال واحداً تلو الآخر، ودون أية مقاومة تذكر".

وأشار إلى أن "كتائب القسام استغلت القوة الإعلامية في إدارة المعركة لتسيطر على الحرب النفسية، عبر امتلاك الصورة وقوتها وأعادت كي وعي الاحتلال بقوة جنود كتائب القسام، وضعف الجندي الإسرائيلي أمامه، وتمكنت من إحداث هزيمة لا تقل عن الهزيمة التي أحدثها المفاجأة في العملية العمليات المقاومة".

بث عناصره المباشر

وبرأي العامر: "فإن كل جندي من كتائب القسام يحمل على مقدمة رأسه وعلى جبهته كاميرا، وكانت هذه الكاميرا أقوى وأكثر فعلاً وتأثيراً في الميدان؛ لأنها تنقل مباشر التصوير المباشر لقيادة المقاومة من الميدان".

وعن أهمية المواد الإعلامية التي كان يصدرها الإعلام العسكري، قال الإعلامي المتابع للشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، إنه "كان لهذه المواد الإعلامية التي صورها المقاومون الدور الأبرز والأهم بإجبار حكومة نتنياهو على نشر كل المعطيات ونشر كامل الحقيقة للجمهور الإسرائيلي".

وعلل قوله: "لأنه كان هناك توثيق في كل المسارات التي حدثت منذ صبيحة أول يوم بالمعركة، من حيث الاقتحام وأسر الجنود وقتل جنود آخرين، وكذلك من حيث التعامل الأخلاقي لجندي القسام مع النساء والأطفال الإسرائيليين".

واعتبر أن المقاومة استطاعت خلال الفيديوهات أولاً وعلى مستوى الجبهة الداخلية الفلسطينية أن ترفع المعنويات إلى الحدود البعيدة.

وذكر أبو عواد أن فيديوهات المقاومة أظهرت حقيقة شقين، ألا وهما القدرة الكبيرة لقوات النخبة التي اجتاحت في البداية غلاف غزة، وكذلك بثت الصور من هناك وأربكت الحسابات الإسرائيلية، والتي ربما لو لم يكن هذا التصوير، لذهبت "إسرائيل" باتجاه الإنكار أو التقليل أو مما حدث في هذا الغلاف.

اختيار الإعلام الأقوى

ولم يتوقف إبداع المقاومة على توثيق عملها فحسب، بل على اختيار وسيلة الإعلام المباشرة لكل مادة، بحسب ما يقول الإعلامي العامر.

وأضاف: "المقاومة خصّت قناة الجزيرة - الفضائية العربية الأكبر- ببعض الفيديوهات المميزة، وأرسلت لها مقطع متلفز لاقتحام حاجز إيرز".

كما قال: "جعلت من هذه المقاطع على مدار الساعة على شاشتها الرئيسية وعلى نوافذها، ذلك يعني أنها أحسنت اختيار الجهة الإعلامية لبث تلك المادة".

كما أكد العامر على أن "الإعلام العسكري نجح بإرسال رسائل واضحة لكل من الجمهور العربي والجمهور الغربي، فأعطى المزيد من الثقة والأمل بالمقاومة لجمهور المقاومة وأنصارها في العالم العربي والإسلامي".

وتابع: "أما في إدارة المعركة الإعلامية الموجهة للغرب؛ فإن المقاومة تعمدت إرسال رسائل أن الجيش الذي لا يقهر بات الآن يتهاوى تحت نعال القسّام رغم كل الدعم الغربي، والتدريبات والدعم العسكري من الولايات المتحدة، تحديداً الذي تجاوز 341 مليار دولار منذ نشأة الاحتلال إلى اليوم. أصبحت في الهواء".

وشدد العامر على أن الإعلام العسكري لكتائب القسام، شكل جناحاً مقاوماً بذات قوة جناحه المقاتل، وإن كان الجناح المقاتل يثخن في جنود الاحتلال، كان الإعلام العسكري يثخن في نفسياتها، ويدمر جبهتهم الداخلية.