هي الحرب..



اسرائيل اعلنت حالة الحرب وهذا ليس لغوا ومزاحا.
اسرائيل جريحة تواجه اختبارا اصعب مما نواجهه نحن . اسرائيل خسرت الكثير والخسارة استراتيجية.لذا الرد الإسرائيلي بحجم الاهانة.بحجم انهيار وهم التفوق  والردع.
اسرائيل بعد استيعاب إبعاد الصدمة المذلة اخذت تتعامل مع الاجتياح الفلسطيني النوعي والبطولي كتهديد وجودي.الامر ليس معركة وبعيد عن كونه مجرد معركة بين حروب. هي الحرب .
فلسفة الوجود الصهيوني في المنطقة ترتكز على تسميم الوعي العربي باسطورة التفوق الإسرائيلي غير القابل للجدل.هذه عقيدة الردع الإسرائيلية.
تدرك اسرائيل ان سقوط هيبتها المحمية بجيش من الاضخم في العالم يعجل بنهايتها بوصفها كيانابلا جذور ومصنع بالكامل.فهي مشروع هندسته المصالح الاستعمارية الغربية المتقاطعة مع  توظيف عقيدة دينية تسلحت بها الايديولوجية  الصهيونية المغامرة الى حدود انتحارية في فضاء حضاري ثقافي معاد بضراوة .
اليوم اسرائيل على المحك. المشروع الصهيوني امام اختبار النار الوجودي .
يخطأ من يقلل ويهون من العزم والتصميم الإسرائيلي على المواجهة.اخذين بالاعتبار ان القيادات الصهيونية ذات قناعة والتزام ايديولجي.ااكقير منهم يؤمن بيهودية فلسطين.مثلما نؤمن نحن بعروبتها.المواجهة هنا بالنسبة للصهيونية تعني الحسم.نعم الحسم.هنا ام المعارك الصهيونية . 
ويترتب على ذلك ان  المعادل من ناحيتنا اساسه اننا ايضا امام لحظة حسم . وسيبنى عليها كل تطور لاحق في الصراع الوجودي .
ويجب ان نبدي القدر المقابل من التصميم والعناد والاستعداد المطلق للتضحية في هذه الفاصلة التاريخية.
هذه اول مرة تدور فيها المعارك وبمبادرة عربية في قلب التجمعات الاستيطانية اليهودية.وهو ما حرصت اسرائيل على تجنبه طوال عمر الصراع .كما ان اسرائيل لم تفقد هذا العدد من القتلى في يوم واحد.والاخطر فقدان عدد لا سابق له من الاسرى في الحروب التي دارت في العقود الاخيرة.
كل هذا يطرح امام اسرائيل تحديات لا سابق لها .وتبلور اسرائيل اليوم استنتاجا وخلاصة قاطعة بان ادارة المعارك مع المقاومة لم يعد خيارا مقبولا.وان المطلوب هو الحسم وتصفية المقاومة بوصفها قوة عسكرية منظمة محترفة. ليس الجيش  وحده بل النخب الصهيونية ادركت انه لايمكنها ان تجدد الحرب كل سنة او اكثر مع المقاومة.
لذا بناء استراتيجية تقوم على اننا بمواجهة معركة كبرى يعقبها هدوء يعقبه معركةاخرى هو بناء على وهم . فنحن امام حرب.لا تملك اسرائيل الهرب منها.وهي اخذت بكل العوامل التي تجعل الحرب حقيقة واقعة .الان الجيش الإسرائيلي يقف على خطوط المواجهة القائمة او المتوقعة باكثر من نصف مليون جندي .هذا ليس للاستعراض ولا التهديد .تعبئة هذا الجيش بمواجهة المقاومة الفلسطينية  يفترض ايضا ان حزب الله سيلتحق بالمواجهة.
واذا كان الحزب لم يلق بثقله بعد فهو يقوم بعمليات احماء وتمهيد للجبهة.اما الذي التي تعني التحاقه بالقتال فهي مرتبطة بالحملة البرية الإسرائيلي عل. قطاع غزة.يدرك الحزب ان تنفراظ اسرائيل بغزة ربما يقود الى هزيمة المقاومة او على الاقل اخراجها من دائرة الفعل المؤثر.وهذه نتائج يصعب على الحزب قبولها.لءا ثمة تزامن بين الحملة البرية الإسرائيلية وانضمام الحزب لجبهات الحرب.
قرار الحرب الإسرائيلي لن يكون عمليا الا بصوء اخضر امريكي.ومن هنا تبرز اهمية استثنائية للعامل الامريكي في تقرير مسار القتال الراهن وحدوده وافاقه.
وعليه فان هذا العامل لعله الوحيد الذي قد يحول دون الحرب وهو الموقف الامريكي.اذ ان الحسابات الامريكيه اوسع واكبر من دائرة ردود الفعل والحسابات الإسرائيلية فامام امريكا الحرب في اكرانيا.والتهديد في الصين وكوريا.واحتمال التورط المباشر في الحرب اذا ترنحت اسرائيل امام ضربات المقاومة.
الحسابات الامريكيه قد لا تدعم قرار الحرب الاسرائيلي.وهذا مجرد احتمال وليس محتما اذ من يدري ان كان هناك اجتهاد في الادارة الامريكيه يرى ان اللحظة باتت سانحة لتصفية حساب شاملة .وان الحرب على ضوء هذا الهدف باتت مبررة ومغرية 
يظل التعامل الصحيح مع ملامح اللحظة انها ملامح الحرب فلا مجال للخطأ.