حزب الله: عنوان جريء! لماذا؟
معظم العرب-ولا دليل عندي-
أنهم ينتظرون شيئًا ما من حزب الله! وهذا مفهوم؛ فقد الناس الأمل بالأنظمة العربية لدرجة أنهم لم يتابعوا اجتماع وزراء الخارجية العرب، ولم يسمعوا ما قاله وزراء متحررين من السطوة الأمريكية كالجزائر وسوريا وتونس إلى حدٍ ما. فالمؤسسة الرسمية
غير موجودة في ذهن المواطن العربي.
لذلك كان السؤال: أين حزب الله؟
أين محور المقاومة ؟ أين وحدة الساحات ؟ إذن اتجه المواطن إلى هذا المحور، وليس شيئًا آخر
أو أحدًا آخر! وهذا بحد ذاته يدلّ أن هذا المحور حتى الآن هو وحده
من دخل الوجدان! ومن هنا كان السؤال : أين حزب الله؟
(. ١ )
الموقف من حماس
سألت إعلامية عربية مسؤولًا فلسطينيًا كبيرًا قبل اسبوع من طوفان الأقصى عن المقاومة في غزة؛ أجاب: أي مقاومة؟ حماس ليست مقاومة! حماس خذلت الجهاد من سنتين! حماس ليست
موجودة! المقاومة الوحيدة الموجودة هي في الضفة الغربية، بما معناه السلطة هي المقاومة!!!! هذا كان قبل أسبوع فقط من طوفان عزة العرب وكرامتهم! وللأمانة كلنا شكّكنا بحماس في آخر سنتين لتفاجئنا
بأنها كانت في غمرة التخطيط
لأعظم أمل! إذن؛ كنا شكّاكين ومخطئين ، فالمقاومة في غزة هي العلامة المضيئة.
( ٢ )
حزب الله ومحور المقاومة
يقول جميع من ألتقي بهم أو أحاورهم: أين حزب الله؟
ولمن ادّخرت الصارم المصقولا ؟
لمن هذه الصواريخ الدقيقة ؟
ولمن ما بعد يافا وما بعد بعد يافا؟
هذه أسئلة من أعداء حزب الله
ومن أصدقائه معًا! هل هناك شامتون؟ نعم!
هل هناك من يريدون إثبات نظرية أعداء العروبة في أن حزب الله ليس مقاوما؟ الجواب نعم.
ولكنّ مجرد هذه الأسئلة هي اعتراف واضح بأنّ حزب الله
هو الأمل! فهم لم يسألوا أين
الجامعة العربية؟ وأين الجيوش العربية ؛ بل سألوا أين حزب الله!!
طبعًا ؛ هم مستعدون للتصفيق لحزب الله كما صفق المشكّكون بحماس لها.
هذا ما قاله أعداء حزب الله؛ أمًا أنصاره فما زالوا على ثقتهم الكاملة به، ولكن لديهم عشرات الأسئلة!!!
وبرأيي ؛
إن حزب الله يستمد شرعيته من كلمة مقاومة! وهي المبرر الوحيد لوجوده، فالناس لا تسأل أين حزب الكتائب؟ وأين حزب القوات؟ وأين فلان وفلان!
بل يسألون عن حزب الله وقائده فقط!
وبرأيي ؛
إن حزب الله يدرك أن هزيمة المقاومة في غزة هي هزيمة مجانية له، ولذلك لن يدع حماس وحدها! ولن يسلّم حاملة الطائرات الأميركية وثيقة استسلامه دون قتال!
وبرأيي أيضًا؛
أدرك أن ظروف حزب الله صعبة
لبنانيًا؛ وأن قسمًا كبيرًا من اللبنانيين لا يريدون من أحد توريطهم في حرب مع إسرائيل ؛
وأنهم سيتهمون الحزب بأنه دمّر لبنان ثانية بعد حرب تموز٢٠٠٦!
وبرأيي أيضًا؛
إن إسرائيل تستدرج حزب الله لمعركة مع أمريكا؛ كما تستدرج أمريكا لحرب واسعة!
وبرأيي ؛
إن أي مقاومة-مهما كانت باسلة-
تحتاج دعمًا سياسيًا وإعلاميًا أمام
انحياز الغرب للحَمَل الإسرائيلي الوديع! وهذا ليس موجودًا، ولا تستطيع الأنظمة الرسمية توفيره!
وبرأيي ؛
إننا نحارب العالم- أقصد بنحن الجماهير التي خرجت تأييدًا لغزة
في العواصم العربية- ، وأرى أنّ العالم الغربي قد هدّد حزب الله لمنعه من دخول الحرب!
أنا لا أبرّر! ولكني أقول:
إذا لم يتدخل حزب الله فإنه
سينتهي؛ ولذلك فلا مفر!
وقد يفاجئنا بتحويل مسار معركة غزة بنصرٍ آخر معادل له!!
ملاحظة غير ذات صلة:
جاء بلنكن إلى المنطقة بصفته يهودي الأب والجد، فبأي صفة جاء لغير إسرائيل!