بمشاركة عمدة لندن ويهود.. هكذا تحدت مسيرة داعمة لغزة تهديدات الداخلية
شارك أكثر من ألف شرطي في تأمين مسيرة تضامنية لدعم فلسطين تنديدا بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. وشهدت شوارع العاصمة لندن تظاهر الآلاف بعد تحذير الشرطة البريطانية من أن إبداء أي شخص تأييدا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيعرّضه للتوقيف.
استمرت المظاهرة لساعات متأخرة من الليل مع رصد متواصل من الشرطة للمتظاهرين خاصة الملثمين الذين ألقي القبض على عدد منهم، ولاحقا أطلق سراح بعضهم. وأعلنت الشرطة عن اعتقالات خلال النهار لارتكاب جرائم تتعلق بالتخريب والتعدي على الشرطة وعلى مبان.
حضور يهودي مكثف
وصرحت إحدى المتظاهرات اليهوديات للجزيرة نت بأن عائلتها تمتلك تاريخا مؤلما مع الهولوكوست، وتم إخبارها بـ"عدم حدوث مثل هذا مرة أخرى"، وهذا يعني لأي شخص وليس فقط اليهود. ودعت المتحدثة إلى وقف تجويع الملايين من الأطفال في غزة.
وعن موقفها من تصريحات وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان بشأن علاقة دعم فلسطين بمعاداة السامية قالت "لا يوجد معاداة للسامية في الوقوف ضد التهجير القسري لسكان غزة ووقف الاحتلال والفصل العنصري، هذا لا علاقة له بمعاداة السامية".
كما أوضح الأمين العام ليهود من أجل العمالة جلين سيكر "أن محاولة وزيرة الداخلية لتجريم دعم فلسطين تؤكد عنصرية التصريح، بل تعكس الفساد السياسي في هذه الحكومة".
وأضاف أنه "ما لا يوضح في وسائل الإعلام المحلية للجمهور هو السياق الحقيقي لما تقوم به إسرائيل، وهو عملية مستمرة من التطهير العرقي منذ تأسيسها في عام 1948، بدءا من حادثة صبرا وشاتيلا وتفجير جنين وغزة كل عدة سنوات، وتشريد العائلات وتدمير المستشفيات ومصادر المياه، وهدم المنازل الفلسطينية وتفجيرها، هذا هو السياق".
وأكد أحد المتظاهرين اليهود أنه يشعر بالأمان وسط المتظاهرين أكثر مما قد يشعر به في إسرائيل، مما يدحض تصريحات برافرمان التي طالبت فيها الشرطة بقمع أي مظاهرة لدعم فلسطين، بوصفها تعادي السامية، وطالبت الشرطة باتخاذ أقصى الإجراءات الصارمة لردع أي مظاهرة لدعم "طوفان الأقصى"، حرصا على مشاعر الجالية اليهودية وحمايها من جرائم كراهية محتملة.
"بي بي سي"
وانطلقت المسيرة من أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في "أكسفورد سيركس" وسط لندن، باتجاه مقر الحكومة البريطانية، مرورًا بميدان ترافلغار.
ورفع المتظاهرون لافتات التضامن من مختلف الفئات، بدءا من اتحاد طلاب الجامعات في لندن والطلاب السويسريين المقيمين في لندن، ومرورا بالأحزاب الاشتراكية والعمالية، في رسالة تؤكد أن تلك المسيرة والمطالب ليست مطالب الجالية العربية والإسلامية في بريطانيا وحسب، ولكنه مطلب إنساني للعديد من الفئات وخاصة اليهودية.
وحضر المظاهرة العديد من ممثلي النقابات العمالية ونواب البرلمان والسفير الفلسطيني حسام زملط، وسط تضارب البيانات الحكومية بين داعمين ومنتقدين.
وعقب المظاهرة ظهر مبنى "بي بي سي" ملطخا باللون الأحمر، وأعلنت مجموعة "العمل الفلسطيني" مسؤوليتها عن الحادث، وهي مجموعة تستخدم أساليب العصيان المدني، وتستهدف في المقام الأول المصانع البريطانية التابعة لشركة تصنيع الأسلحة الإسرائيلية "إلبيت سيستمز"، لإرسال صرخة اعتراض، وأن أيدي "بي بي سي" ملطخة بالدماء.
المراقبون القانونيون والمنظمون.JPG
المراقبون القانونيون المنظمون يتقدمون المسيرة (الجزيرة)
عمدة لندن يقود الإغاثة
وزار عمدة لندن صادق خان (ممثل حزب العمال) مؤسسة مساعدات طبية من أجل الفلسطينيين (Medical Aid for Palestinians MAP)، وأعلن في حديث صحفي أنه يخشى عدم التكافؤ بين طرفي المعركة، وحث إسرائيل على التهدئة والانصياع لتوصيات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
ودعا خان حكومة حزب المحافظين إلى استغلال العلاقات مع إسرائيل بتذكيرهم بأهمية الاستجابة لدخول المساعدات من طعام ومياه وإمدادات طبية إلى قطاع غزة، مستنكرا كيف يمكن أن يتوقع نزوح مليون شخص من مدينة تعادل حجم مدينة بريطانية مثل برمنغهام، ليتركوا منازلهم ويتجهوا إلى الجنوب.
وجدد ثقته بمؤسسة المساعدات الطبية من أجل الفلسطينيين، التي تعمل على إغاثة غزة منذ سنوات، ودعا لجمع التبرعات إلى غزة ورفع الحصار عنها.
المصدر : الجزيرة