بعد مجزرة المستشفى المعمداني: امريكا راس الحية!
بعد مجزرة "المستشفى المعمداني" في غزة، ما الذي سيمنع شعار "أمريكا هيه هيه.. أمريكا راس الحيّة" من أن يعود ويتصدر مرّة أخرى هتافات الشعوب العربية والإسلامية التي تتفلّت، وتتوعّد، وتستنفد طاقة صبرها، وتنزع عن نفسها لباس الحذر والخوف؟!
لولا الغطاء الأمريكي والدعم الأمريكي لما أجترأ الكيان الصهيوني على قصف المستشفى، فما الذي سيمنع الشعوب العربية من تحميل أمريكا المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة؟!
بل ما الذي سيمنع البعض من الذهاب أكثر في هذا الاتجاه، وتوجيه اتهام مباشر أنّ قصف المستشفى هو فكرة أمريكية بحتة قد نُفّذت بأيد أميركية خالصة ولا دخل للكيان الصهيوني بها، وأنّنا أمام "ملجأ عامرية" جديد، وأمام نمط متواتر من التخويف والترويع والحرب النفسية رأيناه سابقا أينما حلّت القوّات الأمريكية في أربع جنبات الأرض؟!
وبعد السفارة الصهيونية في الدول العربية والإسلامية التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، ما الذي سيمنع البعض من إعلان "الزحف المقدّس" على السفارات الأمريكية في هذه البلدان، وبالمثل السفارات البريطانية، والفرنسية، والألمانية.. إلى آخر القائمة؟!
وما الذي سيمنع أن يخرج أحدهم ويعلّق الجرس، وكلّ الشعوب العربية والإسلامية تنتظر من يعلّق الجرس، بأنّ كلّ ما هو أمريكي، وكلّ ما هو بريطاني، وكلّ ما هو فرنسي، وكلّ ما هو ألماني، وكلّ ما هو غربي.. هو هدف مباح ومشروع؟!
وإلى متى ستبقى أمريكا تبتزّ "عقلانية" الدول العربية والإسلامية، و"برجماتية" حكّامها، ونفعيّة وتبعيّة نخبها، وانضباط وطاعة جيوشها وأجهزتها الأمنية؟!
العسكري العربي والمسلم هو أولا وأخيرا ابن شعبه، وابن وطنه، وابن أمته، وجعها وجعه، وألمها ألمه، ومعتقدها معتقده.
وهو إذ يقف وقد أقام حاجزا أو بنى متراسا ليذود عن هذه السفارة أو تلك، أو هذا المرفق أو ذاك، ليتقطّع من داخله وهو يسمع أبناء وطنه وجلدته وهم يتهمونه بأنّه هو ورفاق سلاحه "حماة الصهيونية".. فإلى متى يبقى الكيان الصهيوني وأمريكا وحلفائهما وأعوانهما يبتزّون طاقة الطاعة والانضباط والالتزام بهرم القيادة لدى هذا العسكري؟!
هذه مسبحة متى فرطت حبّاتها من الصعب لملمتها مرّة أخرى، فهل هذا ما تريده أمريكا و"فوضاها الخلّاقة" لأصدقائها وحلفائها قبل خصومها وأعدائها؟!
إذا كانت أمريكا والدول الغربية تظنّ أنّها تدافع عن "مصالحها الإستراتيجية" من خلال دفاعها عن "إسرائيل"، فإنّ أولوية الأولويات ومصلحة المصالح لها في هذه المرحلة من الصراع هو التخلص من مسؤولية وعبء وجريرة دعمها لهذا الكيان الغاصب!
أولوية الأولويات لأمريكا بعد التطورات الأخيرة هي التخلّص من هذا السايكوباتي المهووس القابع في "تل أبيب" المسمّى "نتنياهو" وزبانيته، ولو بتصفيتهم جسديا، والذين من الواضح أنّ غطرستهم وتخبّطهم قد بلغا حدّ الجنون!
بل وأولوية الأولويات لأمريكا، وربما للعالم أجمع، التخلّص من هذا العجوز الخَرِف القابع في البيت الأبيض المسمّى "بايدن"، بإقالته، أو عزله، أو حتى إعلان عدم أهليته والحجر عليه!
"أمريكا هيه هيه.. أمريكا راس الحيّة"، هل هذا ما تريده الولايات المتحدة أن يكون شعارا للأحداث من هذه النقطة صعودا بعد أن اتخذت المواجهة هذا المنعطف الخطير؟!
إذا كان العرب والمسلمون "كلاب بشرية" لا ضير من قتلهم، فهل "المسيحيون المعمدانيون" هم "كلاب بشرية" يجوز قتلهم أيضا؟!
أيّ ورطة ورّطها هذا الكيان الشيطاني التلمودي للغرب المسيحي، وما مقدار "التصهين" الذي يحتاجه "الغرب المسيحي" حتى يمرر هذه الجريمة، ويتغاضى عنها، ويستمر في دعمه المجنون لهذا الكيان الشيطاني التلمودي؟!