الاعلام الغربي ووسائط التواصل.. عنوانان للتضليل والتزييف والارتهان
السقوط المهني والاخلاقي في وسائل الاعلام الغربية وشبكات التواصل الاجتماعي التي تستمر في حذف المحتوى الذي يكشف جرائم الاحتلال ويقيد وصوله الى العالم، هو العنوان الابرز لهذه الازمة الكاشفة، لهذه الحرب الكونية الوحشية على اهلنا في قطاع غزة المحاصر.
الضمير المهني لادارات وصحفيي المؤسسات الاعلامية الغربية في حالة موت سريري، فهو الغائب الوحيد اثناء تغطية العدوان على المدنيين على الاطفال والنساء والشيوخ على الطواقم الطبية وعمال الاغاثة على الابنية السكنية والبنية التحتية على المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والمجمعات السكنية في قطاع غزة، انحياز كلي غير مهني للرواية الاسرائيلية، رغم ما ترتكبه آلة الحرب الصهيونية والغربية من فضائع وجرائم ضد الانسانية، جرائم ابادة جماعية وتطهير عرقي ومحارق اتت على البشر والحجر والشجر ..
اننا امام تغطية منحازة مضللة دون مراعاة لابسط القواعد المهنية .. كيف تقفز هذه المؤسسات الصحفية الكبرى عن مبادئ اساسية في العمل الصحفي دون ان يرتد لها طرف، كيف تتحول هذه الوسائل الاعلامية الى اعلام حربي لجيش الاحتلال، وأداة تستخدم لتضليل الرأي العام وتزييف الوقائع وقلب الحقائق؟!!
ظللنا طوال سنوات عملنا في هذه المهنة ننظر باحترام شديد لمهنية هذه الوسائل، ليتبين في هذه الازمة الكاشفة انهم يبنون هذه المصداقية ويشكلون هذه الانطباعات، لينجحوا في المنعطفات المهمة بتضليل شعوب العالم وتشكيل او بلورة مواقفهم واتجاهاتهم..
التغطية الصحفية الغربية للازمتين الاوكرانية والعدوان على غزة كشفت انحيازاتهم وزيف ادعاءاتهم وكيف ان الحكومات الغربية تدير غرف أخبارهم وتوجه تغطياتهم وخياراتهم واتجاه عدساتهم وزاويا رؤيتها ، انها سيطرة وهيمنة تتجاوز سيطرة حكومات دول العالم الثالث على وسائل اعلامها .كل هذا يحدث في وسائل اعلام كبيرة مثل: سي ان ان، والبي بي سي، والدويتشه فيلا، وفوكس نيوز، والايه بي سي نيوز، والإندبندنت، والتايمز، وواشنطن بوست، ونيويورك تايمز، وفرانس٢٤، والقائمة السوداء تطول وتطول..
اما شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتيك توك وانستغرام وغيرها من وسائط الاتصال الكثيرة فلقد تبين انها تتبع تماما لانحيازات اصحابها والسيطرة الكاملة للحكومات الغربية ،فهي لا تنفك تحذف المحتوى العربي والغربي الداعم لنضال اهلنا في فلسطين وقطاع غزة ، تحذف كل ما من شأنه ان يكشف جرائم الاحتلال ،و تلغي حسابات اصحابها او تعلقها ،وذلك سعيا لافساح المجال والمساحات الكافية للرواية الاسرائيلية التي تملأ الفضاء كذبا وافتراء وتضليلا ..
هو حصار غربي اعلامي الى جانب القصف و الحصار العسكري المفروض على قطاع غزة ، عملية تطويق وسيطرة كاملة على التغطيات ، و الهدف هو دعم العدوان الهمجي على المدنيين الابرياء في قطاع غزة وتقديم الغطاء الاعلامي لجرائمه ، و تمكينه دون ضغط شعبي عربي و دولي من تحقيق اجندته على الارض بصرف النظر عن اعداد الضحايا و حجم الانتهاكات والجرائم التي تقترف بدم بارد ..
الدرس المستفاد من هذه الازمة ، ان لا اعلام غربيا محايدا و موضوعيا ،هذه اكذوبة كبرى ، كما هي اكذوبة حياد حكوماتهم ومنظماتهم واحترامها للقانون الدولي وحقوق الانسان..
نرفع القبعات احتراما و تقديرا و اعتزاز لقناتي الجزيرة والميادين على تغطيتهما المهنية لمجريات العدوان الوحشي البربري على اهلنا في قطاع غزة ..
الحقيقة ستجد طريقها للناس لا محالة ، رغم محاولات الطمس والتضليل و التزييف الغربي ..