الاحتلال ينسحب من مخيم نورشمس مخلفاً الكثير من الموت والدمار

انسحبت قوات الاحتلال صباح اليوم الجمعة من مخيم نورشمس شرق مدينة طولكرم بعد أكثر من 30 ساعة على اقتحامه مخلفةً 13 شهيداً والكثير من الدمار في البنية التحتية ومنازل المواطنين، ومتكبدة قتيلاً في جيشها وتسعة جرحى وفشلاً باعتقال مقاومين.

وأكد مراسلنا :"أن قوات الاحتلال المكونة من عشرات الآليات وناقلات الجند والجرافات العسكرية، انسحبت من شورع ومحيط مخيم نورشمس في ساعات صباح الجمعة نحو حاجز "نتسانعور" غرب مدينة طولكرم وبوابة شويكة شمال المدينة".

وأشار مراسلنا: "أنه فور انسحاب قوات الاحتلال أخرجت الطواقم الطبية من مسجد أبو بكر الصديق في المخيم جثامين خمسة شهداء ونقلتهم إلى مستشفى "ثابت ثابت" الحكومي في مدينة طولكرم، كانوا قد ارتقوا يوم الخميس ومنع الاحتلال الطواقم الطبية من نقلهم".

وفشلت كل النداءات على مدار ساعات طويلة من سماح الاحتلال بنقلهم للمستشفى، ونقل عدد من الجرحى الآخرين، الذين استطاع المواطنون علاجهم الأولي ونقلهم مع جثامين الشهداء الى مسجد المخيم.

وقد قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بين صحفي وصل (صفا) نسخة عنه: إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة في مخيم نورشمس بطولكرم خلال عدوانه يوم الخميس والجمعة، حيث وصلت حصيلة الشهداء إلى 13 شهيداً بينهم 5 أطفال".

وكانت قوات الاحتلال قد فجّرت طائرة مسيّرة مفخخة في تجمع للمواطنين أغلبهم من الفتيان، ما أدى للاستشهاد ثمانية منهم، واصابة 25 آخرين بجراح.

وأشار مراسلنا: "أن قوات الاحتلال خلفت الكثير من الدمار في منازل المواطنين التي اقتحمتها، كما خلفت دماراً في بعض المنازل التي قصفتها بصواريخ الأنيرجا، وعملت جرافات الاحتلال على مدار ساعات الاقتحام على تجريف وتخريف البنية التحتية للمخيم، وهدم بعض الجدران الاستنادية خلال حركة الأليات والجرافات".

وأضاف :" أن جرافات الاحتلال جرفت الشارع الرئيس (طولكرم- نابلس) والشوارع الداخلية بالمخيم، ودمرت البنية التحتية والكثير من ممتلكات المواطنين، الأمر الذي تسبب بانقطاع الكهرباء وشبكة الانترنت عن المخيم".

ونفذت قوات الاحتلال حملات دهم للعديد من المنازل في حارات المخيم، تخللها تفجير عدة منازل، واعتقال 15 مواطنا على الأقل، والتحقيق ميدانيا مع آخرين.

واقتحم الاحتلال مخيم نورشمس فجر الخميس بأعداد كبيرة من الاليات واعتلى قناصته أسطح المنازل المحيطة بالمخيم، في محاولة لاغتيال واعتقال المقاومين فيه.

 
واندلعت اشتباكات عنيفة بينه وبين مجموعات المقاومة التي تنتمي لكتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى والعديد من التشكيلات الأخرى.

ونجح المقاومون من تفجير عبوة شديدة الانفجار بقوات الاحتلال وأعلن جيش الاحتلال مساء الخميس عن مقتل الرائد مكسيم رازنكوف من وحدة المستعربين متأثراً بجراح أصيب بها جراء انفجار عبوة ناسفة في مخيم نور شمس، وإصابة 9 جنود آخرين بجراح متفاوتة.

أكد سكان محليون استمرار فصائل وتشكيلات المقاومة الفلسطينية في مخيم نور شمس باستهداف آليات وجنود الاحتلال بإطلاق النار وإلقاء العبوات الناسفة محلية الصنع.

 
وخلال الليل، دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية من آلياته إلى المخيم، واستبدل قواته، عدة مرات، وداهم العشرات من المنازل، ونفذ فيها عمليات تفتيش وتخريب، وحقق مع سكانها ميدانيًا.

واقتحم جيش الاحتلال مساء أمس منزل النائب في المجلس التشريعي، الشيخ فتحي قرعاوي، في ضاحية ذنابة الجديدة على أطراف مخيم نور شمس، وحوله لـ "ثكنة عسكرية" تزامنًا مع نصب ووضع قناصة على المنزل وفي محيطه.

وفي بداية الاقتحام، استشهد الطفل طه محاميد (16 عامًا) برصاص قوات الاحتلال، وأصيب والده أثناء محاولته إنقاذه بعد إصابته.

ويتعرض مخيم نور شمس لاقتحامات الاحتلال المتكررة، كان أكبرها ما جرى الشهر الماضي حينما استشهد شابان وتخلله تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات.
صفا