من أفشل قمة عمان الرباعية؟!
كان من المفترض أن تعقد قمة رباعية في عمان تجمع الأردن ومصر وفلسطين والولايات المتحدة، لبحث سبل حل الأزمة التي اندلعت في أعقاب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، ومناقشة التصعيد الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة، التصريحات التى أدلى بها الرئيس الأمريكي بايدن تجافي الحقائق في محاولة منه إلى تشويه فكر المطلع على الأحداث، ولا يعلم أن المواطن العربي وصل من الوعي ما يفوق توقعاتهم ولن تنطلي عليهم تلك المزاعم.
الاجتماع الرباعي الذي لم يتم انعقاده جاء كرد فعل طبيعي على استنكار التعاطف الذي أبداه الرئيس الأمريكي بايدن لنتنياهو بكل تعد وخرق صارخ لأبسط الأعراف الإنسانية، فمن البديهي أن تفشل القمة وترفض مصر والأردن وفلسطين الموقف الذي اتخذ من قبل إدارة بايدن، وتنديداً بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المستشفى الميداني المعمداني والذي أسفر عن سقوط أكثر من ٤٥٠ شهيد فلسطيني، والذي أحبط المخطط الإسرائيلي بتهجير سكان غزة إلى سيناء ورسم معالم جديدة للقطاع، فبادرها الرفض المصري القاطع ، لأي خطوة هدفها تهجير أهل غزة وتكرار معاناة اللجوء والنزوح، فالذاكرة الفلسطينية و العربية لن تنسى مأساة اللاجئين في عام ١٩٤٨ والنزوح في عام١٩٦٧ والتي قلبت موازين الأوضاع المعيشية لهم في المناطق التي تم اللجوء والنزوح إليها.
قطع الطريق على الأهداف الإسرائيلية والتي ترمي إلى تفريغ القطاع من سكانها، ليسهل الوصول إلى المقاومين والقضاء على أي روح للمقاومة، وبناء مستوطنات جديدة للإسرائيليين في القطاع وتحقيق مخططها بالتوسع الاستيطاني وابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بمن فيها الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، فينتهي حلم كل فلسطيني بالعودة إلى أرضه، وتحويل فلسطين إلى دولة يهودية صرفة عنصرية لا تؤمن بأي عرق أو طائفة إلا الطائفة اليهودية.
فشل القمة الرباعية في عمان أتت في الوقت الذي توجه فيه بايدن إلى الكيان الإسرائيلي ليقدم الدعم والتأييد اللامحدود لحكومة بنيامين نتنياهو، وتناسى المهمة الأساسية التي من المفترض القيام بها، وهي الوساطة النزية الخالية من أي انحياز أعمى وغير مقبول لنتنياهو وحكومته المتطرفة، التي ما انفكت تضيق على الفلسطينيين وتستبيح أرضهم ودمائهم وممتلكاتهم، ضاربة بعرض الحائط مسؤولياتها تجاه الشعب، الذي يرزخ تحت نيران احتلالها وعنجهيتها الغير مسبوقة.