بكى الطبيب وهو يروي قصته.. طفل فقدَ جميع أفراد أسرته بمجزرة مستشفى المعمداني
بكى طبيب من غزة وهو يروي قصة طفل استُشهد كل أهله بمجزرة مستشفى المعمداني التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، وبقي وحيدا يتلقى العلاج في مستشفى الشفاء بغزة من جروح بليغة أصيب بها. وعبّر الدكتور مروان أبو سعدة المدير العام للتعاون الدولي بالمستشفى، عن حزنه وتأثره بقصة الطفل الصغير يامن طوطح الذي نجا وحيدا من مجزرة المعمداني. وقال إنه فقَد والدته ووالده وإخوته وجميع أقاربه. وقال الدكتور أبو سعدة لكاميرا الجزيرة مباشر إن يامن يعرف اسمه ولقب عائلته، وهو ما مكن أبناء عمومته من الوصول إليه في مستشفى الشفاء بغزة. وأخبر يامن مراسل القناة محمد وشاح باسمه وهو يجد صعوبة كبيرة في الحديث بسبب الإصابات، وصعوبة في التنفس أيضا. وقال الطبيب إن الطفل عانى إصابات وشظايا في البطن. وأصيب يامن بثقوب في الجهاز الهضمي والأمعاء الرفيعة والغليظة؛ مما تطلب بقاءه في العناية المركزة يومين بعد وصوله إلى المستشفى في حالة غير مستقرة، وقد انتقل بعد ذلك إلى قسم العلاج. وقال الدكتور أبو سعدة إن طفلا آخر يرقد في المستشفى جراء الإصابة بالقصف من وهو من عائلة "أبو عاصي”، وترعى أمه الطفلين معًا. وقالت الأم لكاميرا الجزيرة مباشر إن يامن شدّها إليه، موضحة أن لا فرق بين أبناء الشعب الفلسطيني الذي يحب التكاتف، وتمنت الأم أن ييسرها الله لخدمة جميع أبناء فلسطين. وتابعت الأم: دخل يامن إلى قلبي، وأنا أمكث عنده منذ 3 أيام أطعمه بيدي، ليس له أحد. وقال يامن ببراءة إنه كان يدرس في روضة "أطفال غزة” وإنه فور عودته إلى الوعي طلب من الأطباء أن يشرب كولا. واعتبر الدكتور منير البرش في مستشفى الشفاء، أن الطفل يامن يحيي الأمل في كل من يراه ويعرف قصته، واصفا إياه بأنه "مستقبل فلسطين”. وأسفر القصف الإسرائيلي للمستشفى الأهلي العربي "المعمداني” عن أكثر من 500 شهيد. وأثار إدانات شديدة في عواصم عديدة، مع اتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ مع إسرائيل، ودعوات إلى ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. ويهدد الاحتلال الإسرائيلي بقصف مستشفى القدس في غزة الذي يؤوي 400 مريض إضافة إلى الأسر النازحة. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وخلفت 4137 شهيدا، بينهم 1524 طفلا، إضافة إلى 13 ألف مصاب، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة الجمعة.