أهالي غزة.. أوضاع إنسانية كارثية وحرمان من أبسط الحقوق

تسبب العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم السادس عشر على التوالي بنزوح آلاف الفلسطينيين من بيوتهم، نتيجة القصف العنيف الذي يطال البيوت والمستشفيات والمدارس، لتحتضنهم وكالة "أونروا" في مراكز إيواء خاصة بها بهدف حمايتهم.

ويشهد قطاع غزة تصعيدًا خطيرًا في العدوان الاسرائيلي، الذي يستهدف بيوت المدنيين والمستشفيات والمساجد والكنائس.

مدير مكتب الإعلام في "أونروا" بقطاع غزة إيناس حمدان تحذر في حديث خاص لوكالة "صفا"، من خطورة الأوضاع في غزة في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي، الذي يفاقم من حجم المعاناة الإنسانية والاجتماعية والبيئية والمعيشية للسكان، وخاصة اللاجئين الذين يبلغ عددهم وفق احصائيات وكالة الغوث 1:4 مليون لاجئ.

كارثة حقيقية

وتؤكد أن الخطورة تتجلى في قطاع غزة في إغلاق المعابر، ما ينذر بكارثة حقيقية، مطالبة في الوقت نفسه، بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة.

وتبين أن أعداد النازحين يزداد يومًا بعد يوم، مع استمرار العدوان على غزة، فيما موارد" أونروا" آخذه بالنفاذ وخاصة الوقود.

وتشير إلى أن تقارير "أونروا" رصدت عددًا من النازحين اضطروا إلى استخدام مياه غير نظيفة، ما ينذر بأخطار صحية على اللاجئين.

وتقول حمدان إن سكان غزة يعاني منذ 10 أيام من شح المياه وانقطاع التيار الكهربائي، وكميات الوقود آخذه بالنفاذ، ومعظم العائلات تعتمد على مولدات الكهرباء التي تعمل لمدة محددة، عدا عن قطع الاحتلال خدمة الانترنت عن السكان، لعزلهم عن العالم الخارجي والتواصل مع بعضهم البعض".

مركز إيواء

وفي خطوة لاحتضان النازحين، بادرت الوكالة إلى إقامة مركز إيواء عبارة عن خيام في كلية التدريب الصناعية التابعة لها في خانيونس، لجمع شمل العائلات وخصوصيتهم وحمايتهم في ظل هدم مئات المنازل، ضمن خطة طوارئ عاجلة في ظل استمرار العدوان.

وتشير إلى أن المركز أنشأ قبل نحو أسبوع، ويضم 80 خيمة ويحتضن مئات العائلات، حيث بلغ عدد النازحين إليه 17 ألف نازح، بينهم 3200 طفل وطفلة.

وتنوه إلى أن موارد "أونروا" لا تكفي لرعاية هذه الأعداد الكبيرة من النازحين، ومما زاد الأمر تعقيدًا عدم فتح المعابر لإدخال المساعدات الانسانية وخاصة الوقود الذي يستخدم لتشغيل مضخات ومحطات تحلية المياه.

وتضيف حمدان أن "أونروا" توزع المواد الغذائية على النازحين والفرشات والأغطية والشوادر ومستلزمات النظافة الشخصية والتنظيف والمياه الصالحة للشرب، كما تقدم خدمات الدعم النفسي ضمن خطة الطوارئ، لجميع النازحين من شمال غزة حتى جنوبها".

وحسب التقرير، يقيم حوالي 367:600 نازح في 90 ملجأ تابع لأونروا في مناطق الشرق وخانيونس ورفح.

وتعمل "أونروا" مع برنامج الأغذية العالمي لضمان استمرار توزيع الخبز على النازحين في الملاجئ بوسط وجنوب غزة.

استهداف منشآت

وتبين أن 33 منشأة تعرضت للاستهداف والقصف خلال العدوان على غزة، ما تسبب بأضرار جانبية فيها، بينها مدرسة بمخيم المغازي وسط غزة، واستشهد أكثر من 3 أشخاص، رغم أنها منشآت تابعة للأمم المتحدة، وحسب القانون الدولي لابد من حمياتها أثناء الحرب".

ويشير تقرير "لأونروا"، إلى أن 16 موظفًا من موظفيها استشهدوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وأصيب 10 آخرين.

ويوضح التقرير أن "أونروا" تواصل جهود المناصرة على أعلى المستويات من أجل الوصول الإنساني المستدام، ودون عوائق للإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك الوقود والغذاء والمياه والأدوية إلى غزة.

كما تواصل الدعوة إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية ومرافق الأمم المتحدة.

ويوجد في قطاع غزة 8 مخيمات للاجئين الفلسطينيين، وتضم في الشمال مخيمات الشاطئ وجباليا، وفي الوسط البريج والمغازي ونصيرات ودير البلح، والجنوب رفح وخانيونس.

وتصف حمدان الأوضاع في غزة خلال العدوان، بقولها "غزة تفقد حياتها، الوضع آخذ بالتدهور والسكان في حالة استنزاف كبيرة جدًا وأغلب العائلات تعاني من شح الخبز".

وتعمل 8 عيادات صحية لوكالة الغوث من أصل 22 عيادة منذ 13 تشرين الأول/أكتوبر بعدد محدود من الطواقم الطبية بسبب الأوضاع في المنطقة الوسطى وخانيونس ورفح، وتقدم الرعاية الصحية الأولية للاجئين، بالإضافة إلى استخدام الخطوط المجانية " التطبيب عن بعد" من أجل تقديم استشارات طبية لأكبر عدد ممكن من اللاجئين.

وتطرق تقرير "أونروا" إلى أن المخاطر المحتملة على الصحة العامة بسبب نقص المياه وسوء الصرف الصحي مرتفعة ومتزايدة.

أما على صعيد جمع النفايات الصلبة، فتوضح حمدان أن طواقم الوكالة تقوم بجمع النفايات الصلبة من مخيمات اللاجئين رغم الظروف الصعبة في غزة، ضمن خدمات الصحة البيئية التي تقدمها.

وتنوه إلى أن طواقم الوكالة تساعد السكان في تشغيل آبار المياه في المخيمات الفلسطينية بغزة، في ظل شح المياه خلال العدوان الاسرائيلي.
صفا