يكتبون اسماءهم على اجسادهم..للتعرف عليهم وهم شهداء.
يحفرون اسماءهم على اجسادهم ،للتعريف بأنفسهم وهم شهداء،لتكتب اسماءهم على قبورهم،ويعرفهم من بقي من ذويهم واقاربهم على قيد الحياة،وكثيرا من الشهداء لم يجدوا من يدفنهم من اقاربهم واسرهم، لانهم ابيدوا جميعا ،جراء العدوان العسكري الامريكي الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ،لليوم السابع عشر على التوالي.
يحرصون على تثبيت اسمائهم على اجسادهم ،وكأنهم متيقنون ومتأكدون بأن الشهادة مصيرهم المحتوم،كيف لا وهم يتنقلون بين حمم وبراكين اللهب ، التي تقذفها صورايخ وطائرات ومدافع ودبابات امريكا واسرائيل ،برا وبحرا وجوا دون توقف،على ارض تحولت الى رماد وامتلأت بأكوام وتلال من ألانقاض وركام المباني والبيوت المدمرة ،واجسام المركبات المعطوبة،وما يزال تحتها جثث الاف الشهداء التي دفنتهم ايدي الاجرام الامريكية والاسرائيلية، امام صمت دولي رهيب.
عداد الشهداء والجرحى قي قطاع غزة لا يتوقف،فهو في تصاعد مستمر ومتسارع ،يرتفع كل ساعة ،لكن يبدو ان غريزة الاجرام والقتل الامريكية الاسرائيلية لا ترتوي من دماء الفلسطينيين ،اطفالا ونساء وشيوخا .
مئات الشهداء دفنوا غير معرّفين ولا معروفين لدافنيهم ،وظلوا مجهولي الهوية والاسماء،وبقوا ارقاما على قوائم الشهداء.
في قطاع غزة يطلبون الاكفان كما يطلبون الدواء والماء والوقود والغذاء،فهي لم تعد تكفي لعديد الشهداء ،الذين تزدحم بهم مساحة غزة الصغيرة وهم في ازدياد مستمر.
في غزة فقط،تخرج الاسرة بكامل افرادها من القيود المدنية،وكأنه يوم الحساب،لتلتحق بقوافل الشهداء.
في غزة كل شيء توقف الا الموت ،الذي يتحول الى احد اشكال الحياة ،لأنه متحرك دائم لا يتوقف،ينتظره الجميع ،فلا مكان يحميهم منه،ولا حاجز يوقفه،او يجبره على تغيير مساره او اتجاهه،او يجعله يخطيء الخيار،حتى اصبح حتميا لا مفر منه،فمن لم يصبه صاروخ امريكي اسرائيلي،يقتله عدم وجود المستشفى، الذي كان قبل ايام يعمل بكامل كادره واجهزته ومعداته،لكن دمرته الغارات الجوية الامريكية الاسرائيلية،وان وجد المستشفى لا يوجد الدواء،ولا مقومات ومتطلبات الحياة الاخرى.
كل هذه الجرائم الامريكية الاسرائيلية،بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة،وتدمير المباني والبنية التحتية ،لن تصنع نصرا للكيان وقادته،بل تضاف الى سجل تاريخهم الاجرامي ،الذي يزخر بالمجازر والمذابح التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية،خلال السبعة عقود والنصف الماضية ،وما تزال مستمرة.