تلويث الوعي العام.. الاحتلال يمهد لاستخدام اسلحة كيميائية ضد الاهل في غزة!
الكيان الصهيوني وحلفاؤه وأعوانه يمهّدون الجو العام لاستخدام الأسلحة الكيميائية في غزة!
هذا الكيان المتوحّش لن يتردد عن استخدام أي سلاح أو وسيلة للقضاء على المقاومة.
مَن يقصف مستشفى ويبتزّ الخصم بقتل الأطفال من أجل إضعاف الروح المعنوية، ويقطع كل سبل العيش عن شعب بأكمله.. لا يردعه شيء.
والمنطق العسكري أنّ الكيان ومن خلفه أمريكا لن يستطيعا تدمير البنية التحتية للمقاومة إلا باستخدام أسلحة دمار غير تقليدية، قذائف أعماق أو فراغية أو زلزالية أو نووي محدود، لستُ خبيرا بأنواع الأسلحة ومسمّياتها، ولكن عن هذه النوعية من الأسلحة الفتاكة نتحدث.
وأيضا الأسلحة الكيميائية، وتحديدا الغاز السام، من أجل شبكة الأنفاق تحت الأرض.
من هناك تأتي تصريحات مسؤولي الكيان التي تبدو للوهلة الأولى سخيفة وتافهة من أنّهم عثروا على تعليمات لإنتاج أسلحة كيميائية مع أحد عناصر حماس.
ومرّة أخرى، لا يهم ما إذا كانت مثل هذه التصريحات واهية ومتهافتة، ولا حاجة لإقامة الدليل المادي القاطع عليها، فالغاية منها هو ما يسمّى "البرمجة الاستباقية"، أي تهيئة الناس نفسيا وبطريقة لا واعية لتقبّل وقوع أمر ما قبل أن يقع.
بكلمات أخرى، الكيان الصهيوني يستعد لاستخدام أسلحة كيميائية ضد المقاومة، وعلى غرار ما حدث في جريمة "المستشفى المعمداني"، سيتم "تضييع الطاسة" من خلال اتهام المقاومة أنّها مصدر هذه المواد/ الغازات الكيميائية، وسيعمل الإعلام عمله في تمييع المسألة بين أخذ ورد، وتصريح وتصريح مقابل، وتحليل وتحليل مقابل.. لتمر الجريمة من دون عواقب تذكر!
بل قد يتمادى العدو، ويفبرك هجوما كيميائيا محدودا يلصقه بظهر المقاومة، ويتّخذه ذريعة للردّ بالمثل كجزء من حقّه بـ "الدفاع عن النفس"، وهو المبدأ الذي تحاول الولايات المتحدة أثناء كتابة هذه السطور تثبيته وشرعنته قانونيا من خلال مشىروع قرارها الذي ستقدمه لمجلس الأمن!
سبق وأن رأينا مثل هذه الأفلام المحروقة أيام ذروة الأزمة السورية، كما تم لعب ورقة "الأسلحة الكيميائية" كجزء من كذبة أسلحة "الدمار الشامل" أيام العراق وحرب الخليج وصدام حسين.
بل إنّ كذبة وزير الدفاع الأمريكي في حينه "كولن باول" في الاجتماع الشهير بمجلس الأمن كانت تستند بشكل أساسي على ثيمة "الكيماوي"، وجميعنا يتذكر رسومات ومخططات معامل الأسلحة الكيميائية العراقية المتنقّلة على عجلات التي عرضها "باول" على الشاشة أمام انظار العالم!
نحن كأطفال كنّا نجوب الطرقات ونهتف "بالكيماوي يا صدام"، ولم نكن نعي أيامها أنّنا نساهم في نجاح الدعاية الأمريكية والصهيونية الرامية لتدمير العراق!
نية الكيان الصهيوني استخدام مثل هذه الأسلحة هو أحد الأسباب الرئيسية وراء كلّ هذا القصف الهمجي، وترويع الأهالي، ودفعهم للنزوح ولو داخليا (بعد أن تم تعليق ورقة النزوح إلى مصر حتى إشعار آخر)، وذلك لتفريغ المناطق التي سيستخدم فيها أسلحة اجتياحه من أجل تقليل فاتورة القتلى المدنيين.
ويُلاحظ أنّ ليلة القصف الأعنف التي شهدها قطاع غزة بالأمس قد تزامنت مع تصريحات مسؤولي الكيان عن "الأسلحة الكيميائية"، وقبيل دخوله البري الوشيك الذي بدأه بإرسال مجموعة للاستطلاع أو جس نبض شرق خان يونس.
ولكن عند الإيجاب، وإذا استيأس الكيان الشيطاني، فلن يتردد عن استخدام هذه الأسلحة مهما كان الثمن، وليمت مَن يمت!
فالمجتمع الدولي كذبة..
والأنظمة العربية لن يصدر عنها سوى المزيد من الشجب والتنديد والإدانات والمناشدات..
والشعوب العربية الغاضبة سيتكفل الحكّام والأجهزة الأمنية بقمعها ولجمها ما لم تأتِ بخوارق تتعدي المظاهرات والاعتصامات والهتافات التي تخبو مع الوقت من تلقاء نفسها..
والضفة في قبضة قوات الكيان و"قوى التنسيق الأمني" التي تقوم بواجبها بكل تفانٍ وإخلاص..
والوعي العام قد سبق التسلل إليه وتلويثه بمقولات مثل "حيوانات بشرية" و"دواعش" و"قطع رؤوس الأطفال" و"الشيعة" و"إيران". أو حجج مُضلّلة واهية مثل "المقاومة هي المسؤولة عن كلّ هذا الموت والدمار لأنّها هي التي ابتدأت هذا كلّه وليس الكيان الصهيوني الذي يمارس حقه المشروع بالدفاع عن نفسه"!