فلسفة الحياة والموت .. وتضحيات أهل غزة




ما يجري في غزة من قصف عشوائي وانزال للبيوت على رؤوس ساكنيها ليلاً ودون سابق انذار يستشهد فيها الاطفال والنساء والكبار والصغار .. عائلات بأكملها تستشهد بشكل جماعي .. احياء تغير ملامحها بلظة قصف آثمة تحملها قذائف الحقد والغدر ليهود .. نزوح وتهجير داخل القطاع المحاصر ..

قطع للمساعدات الانسانية .. بلا ماء ولا كهرباء ولا دواء وغذاء كافي ..

جميع أهل غزة مشاريع شهداء يمشون على الأرض لا يعرف أحدهم بأي لحظة سينتقل فيها من هذه الحياة ..

في ظل هذا المشهد الذي يصعب وصفه علينا او تصوره منا تقفز فلسفة الموت والحياة .. كيف يمكن أن تعيش في لحظة تختلط فيها معاني الموت والحياة مع بعضها البعض ..

ماهي الحياة ..؟ وكيف يكون الموت ؟
وايهما أفضل للإنسان ؟
وكيف نتعامل مع حقيقة أننا جميعا سنموت ؟ فالموت ليس حكرا على أهل غزة وحدهم .. ولكن ميزتهم أنهم يتقنون لعبة الموت والحياة أكثر من غيرهم.
ألا ترون معي أن الموت هو ما يجمّل الحياة ويجعل لها قيمة وحقيقة .؟؟

تخيلوا معي لو أننا فقدنا الموت وبقيت الحياة خالدة ممتدة .. لمللنا الحياة ولاصبحت الرتابة عنوانها ولأحاطة السآمة بنا من كل جانب.

هل الموت فناء ؟ أم هو حياة جديدة ؟ وكل جديد جميل لمن احسن العمل .

لقد افسد أهل غزة على أهل الدنيا دنياهم .. و وضعونا جميعا ببطولاتهم وصمودهم أمام حقيقة الموت وكيف نتعامل معه .

لا يتخيل عقل انسان كيف يتقبل حقيقة الموت بمعزل عن الايمان بالله تعالى الذي خلق الموت والحياة.. ومنح هذا الانسان بنية الجسد ونفخ فيه الروح .. وجعلها روح عاقلة ومدركة وذكية ..

لا يمكن أن ندرك سر الحياة إلا اذا ادركنا سر الموت وما بعد الموت .. لنعرف طبيعة دورنا ومهمتنا على مسرح الحياة.

لماذا نعيش ؟؟ وكيف يتوجب علينا أن نعيش ؟؟
وماهي مهمتنا الكبرى ؟؟ وكيف نقوم بالمهام الفرعية التي تصب بالمهمة الكبرى ؟؟
والأهم من كل هذا ماهي علاقتك انت كشخص بخالق الموت والحياة ؟

الحياة والموت بغير إيمان عميق وفكر دقيق متاهة لا مخرج منها .. متعبة للعقل ومرهقة للنفس ومحبطة للشعور ..

ومع حضور الإيمان تنقلب المعادلة .. فيصبح وقود للمهمة التي آمن بها ، ودافعا لمزيد من العمل ، وباعثا على التفاؤل والأمل .. "غدا نلقى الأحبة ، محمدا وصحبة.."

"انها ليست جنة ، ولكنها جنات .. وإن اباك اصاب الفردوس الأعلى منها.."

" إن الجنة لتشتاق الى اربعة.."

وقد قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه لخالد بن الوليد رضي الله عنه : اطلب الموت توهب لك الحياة.

وهنا علينا أن نختار أي نوع من الحياة نريد .. فليس كل حياة حياة .. ولا يجوز لأحد عزيز أن يحرص على أي "حياة".

قال الإمام حسن البنا : إن الامة التى تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب الله لها الحياة العزيزة فى الدنيا والنعيم الخالد فى الآخرة.

وما الوهن الذى اذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا انفسكم لعمل عظيم.. واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة، واعلموا أن الموت لابدَّ منه، وأنه لا يكون إلا مرةً واحدةً، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربحَ الدنيا وثوابَ الآخرة.

حفظكم الله يا أهل غزة .. ثبتكم الله.. آواكم الله.. نصركم الله.. أعزكم الله..