الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين أولا!
كتب: كمال ميرزا
مرّة أخرى، جزء أساسي من إدارة الحرب سياسيا وإعلاميا ودعائيا هو عدم ترك العدو يحدد ما هو أوّلا وما هو ثانيا.
ردّ المقاومة الفلسطينية على المطالبات الدولية بالإفراج عن جميع الأسري لديها "أوّلا" ينبغي أن يكون:
- الوقف الفوري للغارات وإطلاق النار.. أوّلا.
- إدخال المساعدات إلى كلّ غزّة ومن ضمنها كامل حاجة المرافق الحيوية من الوقود.. أوّلا.
- إطلاق سراح كامل الأسرى والمعتقلين والمحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وضمان حريتهم وسلامتهم.. أوّلا.
هذا كلّه أوّلا.. ثم يأتي الحديث عن الأسرى (هم أسرى وليسوا رهائن) لدى المقاومة ثانيا!
وحتى لو قام الكيان بتنفيذ مطالب المقاومة (وهو لن ينفّذها)، فإنّه سرعان ما سينقلب عليها.
والأهم والأخطر أنّ المقاومة ستخسر أقوى ورقة في يدها حاليا، وصمام أمانها في ضوء خيانة وتواطؤ القريب وتخاذل وتراخي الحليف، ليس لأنّ الكيان الصهيوني تهمّه أرواح الناس حتى لو كانوا من أبناء جلدتهم، ولكنّ الكيان لا يريد أن يورّط نفسه أمام الرأي العام الداخلي والعالمي بقتل هؤلاء الأسرى بيديه!
كيف هذا؟!
عسكريا، الحل الوحيد أمام الكيان للقضاء على المقاومة وبنيتها التحتية هو استخدام أسلحة غير تقليدية فائقة التدمير وأسلحة كيميائية من أجل دكّ وتسميم معاقل المقاومة وشبكة انفاقها تحت الأرض، والقيام بذلك حاليا يعني بالضرورة قتل الأسرى بمعيّة مَن سيقتلون!
رضوخ المقاومة للوعود الكاذبة والضمانات الأكذب لإطلاق سراح الأسرى يعني عمليا إعطاء الكيان الصهيوني ضوءا أخضر يفوق الضوء الأخضر الحالي لـ "حراثة" غزّة "فوقاني تحتاني" وإبادتها عن بكرة أبيها!