مَن وقع في فخ مَن ؟



نعم هذه الايام قاسية على فلسطين والامة العربية والاسلامية جراء هذه الحرب غير المتكافئة ، و كثيرة هي الاصوات التي تعالت قبل الحرب وطرقت مسامع الهيئات الدولية الفاعلة بأن المنطقة تنذر بإنفجار كبير و طوفان يأكل الأخضر واليابس نتيجة للظلم والقهر الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني ، والتجاهل المستمر و بصلفٍ غاشم من قِبل الكيان الصهيوني والضرب بعرض الحائط مقترح حل الدولتين ، فوقف العرب كالمغشي عليهم تحت تأثير سحر بني صهيون وتلويحات الترغيب والترهيب الرأسمالية المتوحشة .

وقد نادت وما زالت تنادي المملكة الاردنية الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني الذي لم يترك محفلاً عربياً أو أقليمياً أو دولياً الا وقالها بصريح العبارة بأن الوضع في المنطقة خطير وعلى وشك الانفجار وينذر بوقوع ما لا يحمد عقباه ولا السيطرة عليه وهو بذات الوقت ينادي بالسلام ، فلا حياة لمن تنادي لأن رغبة الصهيونية العالمية تصم الاذان عن السمع .

والمدقق في ظل هذه الظروف يدرك أن هنالك فخاً كبيراً وخطيراً نصِب لأحد أطراف الحرب من قبل الطرف الأخر ، ولكن لا نعرف أهي حماس من وقعت في الفخ ؟ أم الكيان الصهيوني هم من وقعوا في الفخ ؟ فمن خلال مرافعة "جلعاد إردان " أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في الجلسة الاخيرة، يدرك أن اسرائيل عازمة ومصممة على ضرب حماس بقوة دون الاتفات الى أي حق انساني لأبناء القطاع ضاربين بكل صلفٍ قرارات الامم المتحدة وجميع الهيئات الدولية ،لأن هدفهم واضح وجلي هو القضاء على حماس ومحوها عن الخارطة ، وكأن الصهيانة قد نصبت فخاً لحماس ليوقعوا بها ،وضربها بعنف ووحشية .

اسرائيل والعالم الذي تمثله من خلفها ، لايرى ولا يستمع الا الى رواية اسرائيل الوحيدة التي تقضي ( بأن حماس إرهابية وهي قتلت الاسرائليين بتاريخ 7 / اكتوبر ، بدم بارد وقد أمعنت في الاجرام ) وهذا ما اقنعت اسرائيل به العالم في ظل ضعف الاعلام العربي ، وكأن الاعلام العربي موجه فقط للعرب وليس للعالم ، وهذا هو الفارق بين الاعلام الصهيوني والاعلام العربي ، ومع الأسف ان بعض قادة دول العالم يصدق الرواية الاسرائيلية بالرغم من صدق الرواية الفلسطينية والعربية ، واليوم موقف شعوب العالم المؤيد للرواية الفلسطينية اصبح واضحاً للاعيان لأنه يصدق ما تراه عينه ويكذب ما تقوله اسرائيل .

من ينظر الى الاحداث في غزة بتمعن يدرك ان اسرائيل هي من وقعت في فخ حماس ، وبهذا قد تعرى الكيان الصهيوني للعالم أجمع واصبح كطفل صغير صفعه أحدهم وذهب الى احضان والديه يبكي وخاف من العودة للعب مرة اخرى ، يا سادة هذه هي اسرائيل التي هربت الى احضان والديها بريطانيا وامريكا ولطمأنت اسرائيل أرسلت لها بوارج وغواصات للحد من انهيارها ، فإن حجم خسائر اسرائيل كبيرة جدا ، فاصبحت غير امنة ناهيك عن الهجرة المعاكسة التي تقدر بحوالي مليون اسرائيلي نزحوا عن اسرائيل ، ناهيك عن الخوف والهلع الذي اصيب به الجيش الاسرائيلي بالاضافة للدمار المادي بالداخل الاسرائيلي ، ومن المؤكد ان قوات الجيش الاسرائيلي لا تعلن عن خسائرهم اثناء محوالتهم المتعددة للتوغل في قطاع غزة لبدء الغزو البري الذي اصيب خلاله بخسائركبيرة في الارواح .

وكلمة اخيرة نقولها لمن لا يدرك خطر الصهيونية العالمية القادم على المنطقة ، ان الهدف النهائي للرأسمالية المتوحشة هو السيطره على العالم برمته ، ولا يهمهم دين او لون بل المهم ان تكون صهيونياً علمانياً يعبد الشيطان ، اما عن اسرائيل الصهيونية المتدثرة بإسم اليهودية القابعة على ارض فلسطين المحتلة ذراع الغرب المتوحش في المنطقة ، فإن هدفهم ليس غزة ولا فلسطين بشكلها الحالي بل هدفهم فلسطين خالية من كل الشواغل السكانية الا من الصهاينة وتهجير سكانها ، إما باتجاه الاردن او لبنان او مصر كمرحلة أولى ، أما المرحلة الثانية فهو التوسع باتجاه الشمال الافريقي ، والامتداد شرقا حتى بلاد ما بين النهرين ، و العمل على تحقيق معنى اللون الازرق في علمهم وذلك بالذهاب جنوبا والاستيلاء على ضفاف النيل كمرحلة نهائية لتمدد الجغرافي، اما النفوذ السياسي والاقتصادي فسوف يستحوذ على الشرق الادنى وشمال افريقيا كاملأَ ، هذه هي اهدافهم ( وما تشاؤون الا يشاء الله رب العالمين ، ويقول الله تعالى :( كلما اوقدوا ناراً للحرب اطفأها الله).