الاسلاموفوبيا ( حماس وداعش) قلق المقارنة والمقاربه…

 
كتب د. الحارث محمد الحلالمة

لعل من يعلم ثقافة المجتمعات الغربية والاوروبيه بشكل يعلم أنها شديدة التأثر بماكينات الاعلام وبعض المؤثرين والتي تستطيع توجيه أفكارهم وقيمهم كيفما تشاء وبالطريق التي يُراد لهذه العقول أن تتبنى من أفكار وقيم وبما يتفق مع هواها وما هو مطلوب منها … فهذه الوسائل الاعلامية ومراكز صنع القرار ومراكز الدراسات والمعلومات هي تملك ايدولوجيات وأفكار مسبقة وربما هي مدفوعة الاجر لتحقيق أهدافها الخاصة وربما غير المُعلنة فهذا حال اي مجتمع حديث متحضر …
لعل المتابع لمراكز صنع القرار وخلال العدوان الاسرائيلي على غزة والصمت العالمي المُطبق لا بل بعضها المؤيد لماكنة الحرب الاسرائيلية تجد أنه واقع بمقاربة خطيرة قد أشبعت عقله بها وسائل الإعلام الغربية ان حماس هي داعش وأنهما بنفس النهج والخُطى فلقد ارتبط بعقلية المواطن الغربي أن ارتباط كلمة الاسلام بأي عنف هو ضرب من ضروب الارهاب والتطرف الإسلامي الذي اذا لم يُحارب في مهده سيصل لنا ويقتلنا دون سبب فقط لأننا اختلفنا بالدين والعقيده .
هذا المسألة استطاعت اسرائيل والصهيونية العالمية وعبر ماكينتهم الاعلامية من تبني هذه المقارنة واشعار العالم أننا ضحايا وحماس هي الجلاد فحسب روايتهم الدينيه ونبوءة أشعيا والذي تحدث عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي نيتنياهو وهي نحن دعاة النور وهم دعاة الظلام ، فهم حسب ادعائهم وما يسوقونه أن حماس داعش جديد يقتلون أبنائنا وأطفالنا ونسائنا دون سبب وبذات الوقت تسويق أنفسهم أنها دولة ديموقراطية متقدمة متحضرة تفتح صدرها ورحابها مفتوحه لكافة المجتمعات المتقدمه وهي في الأساس هي أول من رفضت اعطاء الحقوق وضربت عرض الحائط اي حقوق مشروعه للشعب الفلسطني لا بل اوجدت قانون لها هو اشبه بالدستور يرى أن معيار المواطنة هي الديانة اليهوديه وليس معيار المواطنة، لا بل استغلت هذا وقامت بمجازر بالضفة وفي الداخل الُمحتل وقطاع غزة وقامت بارتكاب أبشع المجازر بحق المدنيين فلغة الأرقام أشارت لذلك بأن معظم الضحايا هم من الأطفال والنساء والشيوخ …

ما هو مطلوب من العرب والمسلمين ومن كل يملك ضمير حي التصدي لهذه المقاربات وايصال رسائل لهذا المجتمعات الغربية وبلغاتهم المتعددة ان محاولات الاحتلال الاسرائيلي اطلاق هاشتاقات توحي ان حماس هي داعش مثل (#HamasisISIS) ليست الا محاولات بائسة يائسة وهي نوع من الحرب الاعلامية التي تستخدما ماكينة الاحتلال لمحاولة جلب التعاطف العالمي من أنظمة وشعوب لتقديم الدعم المادي والمعنوي لها ..فما يجب أن يفمه العالم أنه يوجد فرق بين منظمة تحررية تتفق مع الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي ومع حق تقرير المصير الذي منحته اياه المواثيق العالمية بمحاربة المُحتل واخراجه من أرضه فاسرائيل هي دولة مُحتله حسب القانون الدولي وحسب قرار ٢٤٢ القاضي بوجوب الانسحاب من كل الأراضي التي تم احتلاها عام ١٩٦٧
كما أنها تتفق مع المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة والذي يُعطي لها حق الدفاع عن النفس كما أن من حارب تنظيم داعش الارهابي يرى حماس حركة تمثله وتمثل أفكاره ويرى أعمالها بطولة بوجه من يرفض للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة على أرضه ولا يقبل اعطاءه دولته المنشودة .. هذا الرسائل يجب ان تتبناها اللوبيات العربيه والاسلاميه والمنظمات ووسائل الإعلام في الغرب وأن يوضح للشعوب أن داعش منظمة ارهابية متطرفة مرفوضه من الجميع وأننا حاربناها قبلكم وأننا ضحايا لها كنا قبلكم لكن من الخطير أن توضع كشبيه لحركة المقاومة الاسلامية حماس التي لا تريد الا حق طال انتظاره ولم يترك لها المُحتل خيار الا حمل السلاح بوجهها..