حسن نصر الله إذ يلقي الكرة في ملعب أميركا!


كتب: كمال ميرزا

الغالبية كانوا يتوقعون كلاما موجزا ومباشرا من "نصر الله"، لذا لم يلتفتوا كثيرا للرسائل المبطنة التي ضمّنها في خطابه:

- مباركة حزب الله للعمليات ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، بمعنى، تهديد مبطن باستمرار هذه العمليات وتصعيدها.

- عدم الركون للتهديدات الأمريكية بضرب إيران، بمعنى هناك ضوء أخضر إيراني لحزب الله في حال أراد توسيع الجبهة.

- تهديد ليس مبطنا تماما للأساطيل الأمريكية المحتشدة شرق المتوسط بأنّها ستكون هدفا في متناول يد المقاومة في حال توسّع الحرب.

"نصر الله" بكلمته ألقى الكرة في ملعب أميركا من أجل اغتنام "الفرصة الأخيرة" إذا جاز التعبير: هل تريدون توسيع الحرب، أو أن يجرّكم نتنياهو للحرب؟!

بالنسبة لنتنياهو هو قطعا يريد ذلك لأنّ توسيع الحرب بات طوق النجاة الأخير أمامه هو وحكومته وتيّاره؟

الأمريكان قد يشتروا بعض الوقت، ويعطوا نتنياهو فرصة أخرى لإنجاز شيء ما على الأرض قبل أن يقولوا كلمتهم، وعندها فإنّ نتنياهو سينقض أكثر جنونا وسعارا ويأسا من أجل استثمار هذه الفرصة الإضافية.

وحتى لو قالت له أميركا: "ستوب اللعب، لقد أخذتَ فرصتك ولم تحسن استغلالها".. ربما يأخذ الأمور على عاتقه ويبادر هو بتوسيع الحرب من طرفه على طريقة "ضربة المِقفِي" أملا بتوريط أميركا ووضعها أمام الأمر الواقع.

في الحالتين، سيكون هذا التطوّر اختبار لمدى جديّة "حزب الله" و"إيران" ومجمل محور "الممانعة" في المضي لآخر الطريق في دعم غزّة في حال فُرضت الحرب الإقليمية طوعا أو كرها.

وفي جميع الأحوال يبقّى خيار "المقاومة" وأهل غزّة حتى إشعار آخر أنّ يواصلوا ما أبدعوا في القيام به لغاية الآن: فرض خياراتهم وشروطهم على الآخرين وعدم انتظار خيارات الآخرين وشروطهم!