" الكارثة والبطولة الفلسطينية " في مواجهة الجرائم الاسرائيلية !


 ما يجري من حرب ابادة جماعية ومجازر مروعة في قطاع غزة تستهدف السكان المدنيين من قبل قوات الاحتلال ، هي استمرار لنهج دموي بدأ منذ انشاء دولة الاحتلال 1948 ولا يزال مستمرا حتى اليوم، وهو تعبير عن حقيقة ثابتة ، وهي ان الصراع مع هذا العدو صراع وجود ، الا اذا استيقظ الضمير العالمي وساهم في اعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في التحرر الوطني واقامة دولته المستقلة ، والواضح ان هذا الضمير لا يستيقظ الا بفعل المقاومة الفلسطينية ، في ظل سياسات المعايير المزدوجة ، وهيمنة قانون القوة وعجز المنظمات الدولية المختلفة وفي مقدمتها الامم المتحدة ، عن تفعيل قوة القوانين التي شرعتها المنظمة الدولية .

وحين بدأ مسلسل المجازر على أيدي العصابات الصهيونية ثم واصل جيش الاحتلال ارتكابها ، بعد قيام الكيان الاستيطاني العنصري بحق الفلسطينيين، في اطار سياسة التطهير العرقي وتهجير الشعب الفلسطيني، لم تكن حركة حماس أو أي من الفصائل الفلسطينية الاخرى المسلحة التي يصنفونها "ارهابية" موجودة ، وهي التي يستخدمونها اليوم ذريعة لحرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة !

ويمكن التذكير بعجالة ببعض المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية وجيش الاحتلال منذ قيام الكيان الصهيوني، ولم تقتصر على الفلسطينيين فقط ، بل طالت ايضا بعض الدول العربية المحيطة بالكيان ، وهي مجازر استخدمت لترهيب الفلسطينيين وتهجيرهم من منازلهم وقراهم ، وبالفعل تسببت تلك المجازر بتهجير نحو 650 ألف فلسطيني وتدمير نحو 400 قرية خلال السنوات الاولى بعد قيام دولة الاحتلال .

كانت أولى المجازر في قرية" دير ياسين" الواقعة غرب مدينة القدس ، ارتكبتها عصابتا أرجون وشتيرن في نيسان عام 1948، وراح ضحيتها حوالي 250 فلسطيني غالبيتهم من كبار السن والاطفال والنساء.

وفي شهر ايار من نفس العام هاجم جيش الاحتلال قرية "الطنطورة " الواقعة جنوب مدينة حيفا، واطلق النار لعدة ساعات نتج عتها استشهاد 200 فلسطيني دفنوا في قبر جماعي، وأقيمت على انقاض القرية مستوطنة " نحشوليم " .

وفي حزيران عام 1948 قام جنود الاحتلال بارتكاب مجزرة قرية اللد الواقعة جنوب شرق مدينة يافا ، حيث قام الجنود بمطاردة الفلسطينيين واطلاق النار والقنابل اليدوية عليهم داخل المنازل والمساجد ، وراح ضحيتها اكثر من 400 فلسطيني ، وبقيت جثث الضحايا تحت الشمس لمدة عشرة أيام ، واقيمت على أنقاض القرية مستوطنتان ، وفي29 تشرين الأول عام 1956 وقعت مذبحة في قرية" كفر قاسم " مع بدء العدوان الثلاثي على مصر،ونفذها جيش الاحتلال الصهيوني وراح ضحيتها 49 فلسطينيا خلال ساعة واحدة فقط !

وفي 3 تِـشْرِين الثاني 1956 نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيًّا. وفي 12 /11/1956 بعد تسعة أيام من المجزرة الأولى قام الجيش بقتل 275 فلسطينيا من المدنيين في نفس المخيم ، كما قُتل في نفس اليوم أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين.ويمكن الاستمرار بسرد مئات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مختلف انحاء فلسطين التاريخية بدم بارد ، بضمنها مذبحة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل في 25 شباط 1994 ، حيث قام طبيب إسرائيلي متطرف يسمى باروخ جولدشتاين ، باطلاق الرصاص الحي على المصلين في صلاة الفجر بالحرم الإبراهيمي خلال بشهر رمضان. وقتل 29 مصليا فلسطينيا وجرح 150 .
وعلى الصعيد العربي لعل أشهر المجازر التي ارتكبها العدو ، مذبحة مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان ، ووقعت في ايلول عام 1982 ونفذتها ميليشيات لبنانية بحماية قوات الاحتلال ، خلال غزوها للبنان عام 1982 واستمرت المذبحة 3 أيام . ارتكبت خلالها عمليات قتل جماعية راح ضحيتها حوالى 1300 فلسطيني .

وفي نيسان 1996 وقعت مجزرة قانا الواقعة جنوب لبنان في مركز تابع لقرات الأمم المتحدة ، الذي كان يأوي نازحين احتموا به هربا من القصف الإسرائيلي . واستهدفت المدفعيات الإسرائيلية المكان وقتلت 106 لبنانيين وأصيب 150 آخرون بجروح وإصابات مختلفة.

وفي مصر ارتكبت الطائرات الاسرائليية في شهر12 شباط عام 1970 مذبحة في مصنع" أبو زعبل" بمحافظة القليوبية وقتل فيها 70 عاملا مصريا وجرح أكثر من 69 آخرين كما دُمّر المصنع عن آخره .

كما قصفت الطائرات الاسرائيلية بعد نحو شهرين في 8 نيسان مدرسة " بحر البقر" في محافظة الشرقية . وأدى القصف إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة بالكامل .

وعليه لا غرابة فيما ترتكبته قوات الاحتلال وطائراته من مذابح مروعة بقطاع غزة ، في اطار حرب ابادة تطال البشر والحجر ولا تميز بين اطفال ونساء وكبار سن في اطار سياسة التطهير العرقي !
Theban100@gmail.com