مغرّدون: بكاء أُنس جابر وتبرعها لأطفال غزة «موقف تاريخي»

خطف بكاء لاعبة التنس التونسية أُنس جابر، اهتمام الكثير من الإعلاميين والمتابعين في العالم العربي، الخميس، إثر ظهورها في مقطع فيديو عقب فوزها الأول في البطولة الختامية لموسم تنس السيدات في كانكون بالمكسيك وهي تبكي تأثراً بقتل أطفال غزة.

وأعلنت جابر التبرع بجزء من جائزتها لمساعدة الفلسطينيين، وقالت: «إنها ليست رسالة سياسية، بل رسالة إنسانية، أريد السلام في هذا العالم، هذا كل شيء».

ورفضت أُنس جابر (29 عاماً) الاحتفال بفوزها على حساب التشيكية ماريكيتا فوندروسوفا، وأضافت في لقاء أجري معها عقب فوزها: «أنا سعيدة جداً بالفوز، لكنني لم أكن سعيدة في الأيام الأخيرة»، ثم غلبها البكاء وسط تشجيع من الجمهور، وقالت: «الوضع في العالم لا يجعلني سعيدة، من الصعب جداً رؤية الأطفال والرضع يموتون كل يوم».

 

جانب من المقابلة التي تلت فوز اللاعبة التونسية

 

وتابعت: «لا يمكنني أن أكون سعيدة بهذا الفوز بالتزامن مع ما يحدث، أنا آسفة يا رفاق، من المفترض أن يكون الأمر متعلقاً بكرة المضرب، لكن من المحبط للغاية مشاهدة مقاطع الفيديو كل يوم».

وتفاعل إعلاميون عرب مع موقف جابر، ومن بينهم الإعلامي المصري عمرو أديب الذي شارك نشر الفيديو وعلق عليه قائلاً: «فيه ناس كلمتها بميت مليون... كلمة في الوقت المناسب والمكان المناسب والموقف المناسب. أُنس جابر بنت تونس قمة الإنسانية والرقي... لا يهمها الثمن لا يهمها العواقب المهم المبدأ، الصفات الثابتة في الظروف المتغيرة».

وتداول مستخدمو «السوشيال ميديا» مقطع بكاء أُنس على نطاق واسع، ووجّهوا التحية لموقف اللاعبة التونسية العالمية، الذي وصفه البعض بـ«الموقف التاريخي»، وقام البعض الآخر بنشر الفيديو مُعنوناً بعبارة «أن تكون إنساناً»، وغيرها من العبارات التي ركزت على الجانب الإنساني الذي عبّرت عنه اللاعبة المصنفة السابعة على العالم.

يرى الدكتور سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، أن «الصدق له إشعاعه وحرارته»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أُنس جابر «انتقلت سريعاً من لحظة انتصار إلى تعبير عن الانكسار»، وأوضح أن ما فعلته «خالف التوقعات بالاحتفال بلحظة الانتصار الرياضي، ما كان له بالغ الأثر في نفوس الجمهور».

 

لقطة من بكاء جابر (إكس)

 

وتفوقت أُنس على التشيكية مارسيتا فوندوروسوفا بشوطين دون مقابل بنتيجة 6-4 و6-3، وتحتل اللاعبة التونسية المركز الثالث في ترتيب المجموعة الثانية برصيد نقطة واحدة من فوز وهزيمة.

وتحتاج جابر إلى الفوز على البولندية إيغا شفيونتيك، المصنّفة ثانية عالمياً، في المباراة الأخيرة من دور المجموعات، من أجل الاحتفاظ بآمالها للتأهل إلى الدور نصف النهائي في المكسيك.

وعدّ عبد العزيز أن بكاء أُنس سيكون له «تأثير كبير على مستوى العالم»، مؤكداً أنها «استطاعت خلال دقائق أن تخلق حالة من التعاطف يفوق ما فعلته مؤسسات، وهو تأثير ليس منطلقاً من بيان سياسي مكتوب، ولكنه صراخ إنساني».

وبحسب الخبير المصري، فإن «الجمهور لا يركز على التبرع المادي بقدر اهتمامه بتلك اللحظة الخاطفة التي توافرت بها كل مقومات الصدق والمشاعر الإنسانية»؛ ما يؤدي إلى «مصداقية كبيرة دون شك، فهي صرخة لها صداها الواسع، لدى مختلف الشرائح الجماهيرية».

وسبق لأنس جابر دعم الفلسطينيين في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث نشرت عبر حسابها على «إنستغرام» قائلة: إن «العنف لن يؤدي أبداً إلى السلام»، مطالبة بوقف العنف، بعد تعرّض قطاع غزة لقصف من قبل الجيش الإسرائيلي».

مضيفة أن «ما يعيشه الفلسطينيون منذ 75 سنة لا يوصف، ما يعيشه المواطنون الأبرياء لا يوصف، مهما كانت ديانتهم ومهما كانت أصولهم... العنف لن يؤدي أبداً إلى السلام».

وتعرّضت جابر لهجوم حاد من قِبل اتحاد التنس الإسرائيلي الذي طالب الاتحاد الدولي للتنس ورابطة المحترفات بمعاقبة البطلة التونسية على خلفية مساندتها للشعب الفلسطيني، متهماً إياها بـ«التحريض ودعم منظمة إرهابية قاتلة ونازية».

وأمام هذا الهجوم دخلت وزارة الشباب والرياضة التونسية على الخط من خلال بيان عبّرت فيه عن مساندتها المطلقة للبطلة التونسية، وشدّدت الوزارة على دعمها التام ومساندتها اللامشروطة لكل الرياضيين التونسيين الذين ساندوا القضية الفلسطينية.