سكجها يكتب: عن السنوار ولعلّ المخفي أعظم!
لم يحظ أحد بمقابلة السنوار، ذلك الذي يتربّع على رأس قائمة أهداف الاغتيالات الإسرائىلية، اللهمّ سوى تامر المسحال في برنامجه "ماخفي أعظم” على "الجزيرة”، ولدقائق قليلة، وكان يتحدّث عن آخر حرب خاضتها حماس، وتضمّن تفصيلات عن صواريخ كبيرة جهّزتها المقاومة، ولم تستخدمها لسبب انتهاء العدوان..
السنوار إسم بات يحتلّ عناوين الصحف الاسرائيلية، وحليفاتها الغربية، ولا يستطيع أيّ منها أن ينشر له صورة حديثة، فقد حافظ على احتياطاته الأمنية إلى الدرجة القصوى، حتى أنّّه لم يحضر جنازة والده، وفي المعركة الكبيرة الحاصلة الآن، ظهر له تصريح واحد وحيد حول الرهائن..
السنوار ليس لغزاً، بل هو واحد من قادة فلسطينيين آمنوا بوطنهم، وبقضيتهم، وتربّى على التضحية والشهادة، ولا أظنّ أنّه مهتمّ بحياته، ولكنّه يحافظ على حياته لأنّها غالية على بلاده، وهو يعرف بالضرورة أنّه واحدة من سلسلة ذهبية كان عنوانها فلسطين، وسيظلّ عنوانها: فلسطين..
المتحدث الأخرس باسم الجيش الاسرائيلي يذكر اسم السنوار باعتباره الهدف الأول، ونحن نرى في عينيه حجماً من الرُعب لمجرد ذكر ذلك الإسم، ولا بدّ أنّ ذلك ينطبق على قادته من نتنياهو وغالانت إلى آخر القائمة القذرة..
السنوار، أطال الله في عمره، ومتّعه في منعة جنوده، وروعة صمود أهله في غزّة، قد يكون شهيداً لا سمح الله، فكلّ شيئ وارد في هذه الحرب، ولكنّه سجّل لنفسه سطراً نظيفاً في التاريخ، مع مليونين ونصف المليون من أجمل خلق الله، وانقاهم، أهل غزة، ودعواتنا لك يا الله، يا ربي العظيم الكريم أن تحفظ لنا هذا الرجل، فقد حافظ على رسالته وعقيدته، ومرّغ أنوف الغاصبين بالتراب، وقد بدأنا بالكلام عن "ما خفي أعظم”، ولعلّ المخفي عند السنوار ورجاله أعظم وأعظم، وللحديث بقية!