حالة من الاضطهاد لمعارضي إسرائيل.. استقالات وإقالات بين صحفيين أمريكيين بسبب دعم غزة
مازالت الحرب على غزة المحاصرة تجذب عشرات المدافعين عنها والمتعاطفين معها، ويخسر بعضهم وظائفه في سبيل الدفاع عن هذه القضية الإنسانية، وكان آخر الشخصيات العامة التي استقالت في هذا السياق، الكاتبة في مجلة نيويورك تايمز، جازمين هيوز، أمس الجمعة.
واستقالت هيوز بعد محادثة مع مديرها في الصحيفة العالمية حول توقيع رسالة معترضه على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، ضمن مجموعة من التوقيعات التي دشنتها منظمة "كتاب ضد الحرب على غزة".
وكتب جيك سيلفرشتاين، محرر مجلة نيويورك تايمز، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين مساء الجمعة: "على الرغم من أنني أحترم أن لديها قناعات قوية، إلا أن ما حدث انتهاكًا واضحًا لسياسة التايمز بشأن الاحتجاج العام، هذه السياسة، التي أؤيدها بالكامل، جزء مهم من التزامنا بالاستقلال"، ووفقًا لسيلفرشتاين، انتهكت هيوز قواعد المؤسسة الإخبارية في وقت سابق من هذا العام.
وقال سيلفرشتاين في خطابه: "لقد ناقشنا أنا وهي أن رغبتها في الحصول على هذا النوع من الظهور العام والانضمام إلى الاحتجاجات العامة، لا تتوافق مع كونها صحفية في صحيفة التايمز، وتوصلنا كلانا إلى نتيجة مفادها أنها يجب أن تستقيل".
وهيوز، التي تعمل في التايمز منذ عام 2015، وقعت على رسالة الاعتراض مع عدد من الكتاب من بينهم الكاتب المساهم في مجلة نيويورك تايمز، جيمي لورين كيليس، وآخرون من لوس أنجلوس تايمز، والتيارات اليهودية، والجزيرة، وفوكس ميديا، ومجلة نيويورك وأماكن أخرى.
وقال كيليز في منشور على موقع x، إنه لن يساهم بعد الآن في التايمز، مشيرا إلى أن ذلك كان "قرارا شخصيا بشأن نوع العمل الذي أريد أن أكون قادرا على القيام به".
وتصف منظمة "كتاب ضد الحرب على غزة" نفسها بأنها "ملتزمة بالتضامن وبأفق التحرير للشعب الفلسطيني"، وتبدأ الرسالة المفتوحة التي وقعها هيوز: "إن حرب إسرائيل ضد غزة هي محاولة لارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني"، وتضم اللجنة المنظمة للمجموعة صحفيين من التيارات اليهودية، وجامعة شيكاغو وأماكن أخرى.
- استقالات وإقالات بسبب دعم القضية الفلسطينية
واجه عدد متزايد من الشخصيات الأمريكية البارزة إجراءات تأديبية بسبب تعليقات علنية أدلوا بها بشأن القضية الفلسطينية، مع تكثيف الهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة بعد 7 أكتوبر، بحسب صحيفة الجارديان.
وبحسب ما ورد للجارديان، فقد أُقيل ديفيد فيلاسكو، رئيس تحرير مجلة Artforum، بعد أن نشرت المجلة رسالة مفتوحة مناهضة للحرب الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن المصور الأمريكي الشهير نان جولدين وفنانين آخرين قالوا، إنهم لن يعملوا بعد الآن مع Artforum بعد إقالة فيلاسكو.
وقال جولدين، وهو يهودي لصحيفة التايمز: لم أعش فترة تقشعر لها الأبدان من قبل، يتم وضع الأشخاص على القائمة السوداء، الناس يفقدون وظائفهم، وذكرت صحيفة التايمز أن 4 رؤساء تحرير على الأقل استقالوا ردًا على إقالة فيلاسكو.
وأعلن زاك هاتفيلد، أحد كبار المحررين السابقين للمجلة، عبر الإنترنت أنه ترك Artforum ، وكتب هاتفيلد على موقع X: "إقالة ديفيد فيلاسكو أمر غير مقبول وينذر بالسوء لمستقبل المجلة".
في 19 أكتوبر، نشرت مجلة توب آرت رسالة بعنوان: "رسالة مفتوحة من المجتمع الفني إلى المنظمات الثقافية"، ودعت الرسالة، التي وقعها آلاف الفنانين والعاملين في مجال الثقافة، ومن بينهم جولدين، إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية إلى غزة وتحرير فلسطين على نطاق أوسع.
وورد في جزء من الرسالة، "نحن ندعم التحرير الفلسطيني وندعو إلى وضع حد لقتل وإيذاء جميع المدنيين، ووقف فوري لإطلاق النار، ومرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإنهاء تواطؤ هيئاتنا الحاكمة في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب".
وأشار فيلاسكو في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى صحيفة نيويورك تايمز، "ليس لدى أي ندم، أشعر بخيبة أمل لأن المجلة التي دافعت دائمًا عن حرية التعبير وأصوات الفنانين خضعت للضغوط الخارجية"، بالإضافة إلى فيلاسكو، تم إقالة محرر بارز آخر بعد أن نشر تغريدة على x حول غزة.
وأقيل أيضاً مايكل آيسن، وهو يهودي أيضاً، من منصبه كرئيس تحرير لمجلة eLife، وهي مجلة علمية أكاديمية، حسبما أكد آيسن في منشور لـ X.
وكتب آيسن: "لقد تم إبلاغي بأنه سيتم استبدالي بصفتي رئيس تحرير بسبب إعادة تغريد مقالة تدعو إلى النظر إلى حياة المدنيين الفلسطينيين".
كما واجه أحد كبار المسئولين التنفيذيين في وكالة المواهب Creative Arts Agency (CAA) رد فعل عنيف وتراجع عن الأدوار القيادية بعد إعادة نشر قصة على موقع انستجرام حول معاملة إسرائيل للفلسطينيين.
وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، أن مها دخيل، الرئيس المشارك لقسم الأفلام السينمائية في الوكالة، استقالت من مجلس الإدارة الداخلي وستتنحى عن منصبها في الوكالة بسبب التضييق.
وأوضح الكاتب آرون سوركين، لمجلة فرايتي، "مها ليست معادية للسامية، إنها مخطئة فحسب، إنها وكيلة رائعة وأنا فخور جدًا بالعمل الذي قمنا به معًا على مدار السنوات الست الماضية".
حدث الخلاف الأخير بعد أن أعادت دخيل نشر صورة على إنستجرام، وجاء فيها: "أنت تعرف حاليًا من يدعم الإبادة الجماعية"، ثم نشرت صورة ثانية وعلقت عليها: "ما الذي يفطر القلب أكثر من مشاهدة الإبادة الجماعية؟.. نشهد إنكار حدوث إبادة جماعية".