قنابل الدايم.. بتر للأطراف وسرطان للأجساد
قنابل الدايممن الأسلحة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزةفي عدوانه عام 2014، ومصطلح "دايم" هو اختصار لاسمها (Dense Inert Metal Explosive)، وتعني متفجرات المعدن الخاملة الكثيفة، وتؤدي إلى قتل ضحاياها عبر بتر أطرافهم بما يشبه عمل المنشار الآلي، أما من تقدر لهم النجاة فيعيشون معرضينللسرطانبسبب احتوائها على التنغستن المسرطن.
وطور ذخيرة الدايم في الولايات المتحدة الأميركية مختبر أبحاث سلاح الجو الذي يعرف اختصارا بـ(AFRL)، ويقع مركز قيادته في قاعدة رايت باترسون الجوية في أوهايو. وأنشئ مختبر أبحاث سلاح الجو في أكتوبر/تشرين الأول 1997، باندماج بين أربعة مختبرات سابقة لسلاح الجو ومكتب سلاح الجو للأبحاث العلمية، ويعمل فيه 5800 موظف حكومي، منهم 1400 عسكري و4400 مدني.
وتشمل أبحاث المختبر العلوم الأساسية والتطبيقية والتكنولوجيا المتقدمة، ويمتلك ميزانية أساسية قدرها مليارا دولار. بالإضافة لـ1.7 مليار دولار إضافي مصدرها زبائن المختبر الذين يقوم بإجراء أبحاث لصالحهم.
فلسفة غير مطبقة
وتقوم فكرة قنابل الدايم على تقليل الأضرار الجانبية الناجمة عن التفجير، أو ما يعرف باسم (Low Collateral Damage)، إذ تنتج ضغطا أقل على المنطقة المحيطة، ولكن تأثيرا أكبر في المركز. والدايم هي تقنية تفجير يستخدم فيها مسحوقمتفجر لتذخير العديد من القذائف والصواريخ والقنابل.
ولكن المشاهدات في غزةتشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم متفجرات الدايم بطريقة تؤدي لزيادة الأضرار الجانبية والخسائر سواء في الأرواح أو في الجرحى الذين تبتر أطرافهم، وهو أمر قد يكون ناجما عنإضافة مكعبات حديدية إلى الشحنة المتفجرة بحيث تصبح أكثر فتكا.
الآلية
توجد المادة المتفجرة في قلب غلاف ثقيل، وهي مسحوق مادة الدايم الذي يكون زهري اللون شاحبا، ويتكون المسحوق المتفجر من سبيكة معدن التنغستن الثقيل (HMTA)، مخلوطا معها معادن أخرى مثل الكوبالت والنيكل والحديد.
وأشارتقرير صدر عام 2009 عن استخدام قنابل الدايم في غزة إلى أن الإسرائيليين قاموا باستخدامطائرة بدون طيارمن طراز (Skylark IV) لإيصال قنابل الدايم لأهدافها. وتزن الطائرة هذه قرابة أربعة كيلوغرامات وتعمل بمحرك كهربائي، ولديها قدرة على التحليق لمدة 90 دقيقة، وهي طائرة صامتة مما يجعلها قادرة على الوصول للهدف دون إثارة الانتباه.
واللافت في التصميم الإسرائيلي للقنبلة أنها كانت تحتوي على مكعبات من الحديد، التي كانت موجودة مع مسحوق الدايم المتفجر، وعندما تنفجر القنبلة تنطلق المكعبات الحديدية لتقتل وتجرح كل من هو موجود في دائرة ستين مترا، مما يعني أن الهدف من الدايم -والذي هو من المفترض أن يكون تقليل الأضرار الجانبية- لا يطبق بشكل متعمد، وذلك عبر جعل القنبلة أكثر إماتة.
وفي غزة عثر على قذيفة دايم وكان تركيبها كالآتي:
غلاف كربوني أخضر اللون.
طول القنبلة 30 سنتيمترا وقطرها 10 سنتيمترات.
وزن القنبلة 965 غراما.
داخل الغلاف الكربوني يوجد مسحوق الدايم المتفجر بلونه الزهري الشاحب.
داخل المسحوق يوجد نوعان من المكعبات الحديدية، الأول أقرب إلى السطح الخارجي وأبعاده هي 4*4*4 مليمترات، ويبلغ وزن المكعب الواحد غراما واحدا. أما النوع الثاني فيوجد في قلب المسحوق على عمق أكبر وتبلغ أبعاده 4*4*2 مليمترات، ووزنه 0.49 غرام.
آلية القتل بقنابل الدايم
المكعبات الحديدية تقوم بقتل وجرح كل من هم في دائرة قطرها 60 مترا.
الانفجار الناجم عن مسحوق الدايم يؤدي إلى قتل الأشخاص المحيطين.
إذا لم يقتل الشخص فإن قنبلة الدايم تؤدي إلى نمط واضح من بتر الأطراف خاصة السفلية.
عادة يؤدي البتر إلى نزيف حاد.
إذا قدر للشخص النجاة، فإن التنغستن الذي لامس المناطق المبتورة ينتقل ويتسرب إلى الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بعدة أنواع من السرطانات، مثلاللوكيمياوسرطانالكبدوالكلىوالعظام.
وهناك"بصمة"**تظهر على الضحيةوتدل على استهدافهابالدايم، إذ تقوم قنبلة بقطع رجل الضحية بطريقة بشعة،تاركة علامات على الحرارة والحروق قريبا من خط البتر، وكأن منشارا آليا استخدم لقطع العظام.
(الجزيرة)