مؤثرون ومشاهير خسروا أعمالهم جراء دعمهم لغزة
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، فقد العديد من المؤثرين والمشاهير وظائفهم وأعمالهم لمجرد إعلان تضامنهم مع ضحايا العدوان الذين تجاوز عددهم 10 آلاف شخص -حتى الآن-، أغلبهم من النساء والأطفال.
أحدث من تعرض لمثل هذا الإجراء الناشطة الفرنسية ذات الأصول الفلسطينية ريما حسن، حيث علقت شركة "لوريال" العالمية المتخصصة بمستحضرات التجميل، عضويتها بالمجلس الاستشاري العالمي للتنوع والإنصاف والشمول، التابع للمؤسسة.
وقالت حسن عبر حسابها على منصة إنستغرام، أول أمس الأحد 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إنها مارست الرقابة على نفسها منذ فترة طويلة للحصول على ما أردت الحصول عليه مهنيا، لكنها فضّلت لاحقا استخدام حقها في حريّة التعبير كونها فلسطينية.
وأضافت الناشطة، "لست على علاقة سيئة مع لوريال لقد أوضحوا لي أنهم كانوا تحت الضغط وأنهم كانوا حريصين على عدم اتخاذ موقف. علينا أن نناقش الأمر مرة أخرى في فبراير".
من جانبه، احتفى الصحفي الفرنسي-الإسرائيلي جوليان بهلول، بالخبر وكتب عبر حسابه على منصة إكس، "هذا انتصار كبير على الكراهية وتمجيد الإرهاب، ومن غير المقبول استمرار المرأة التي كتبت مثل هذه الدعوات للكراهية".
وعادت ريما حسن للرد على بهلول، وعلقت على تدوينته، بالقول "إن ما كتبه أولا ليس سبقا صحفيا بل أمرا شاركته عبر حساباتي على منصات التواصل الاجتماعي، ثم إن السياسة المطبقة من لوريال على الجميع وليست فقط علي. وأنا أتقبلها".
وكانت الفنانة الفلسطينية صفاء حتحوت، المقيمة في مدينة عكا، تعرضت لحملة تحريض شرسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى فصلها من عملها السابق، وفق ما أفادت مواقع محلية.
وكانت مواطنة إسرائيلية نشرت منشورًا محرضا ضد حتحوت وصورة قديمة لها وهي تحمل العلم الفلسطيني.
وأكدت حتحوت أنها تلقت إخطارًا بفصلها من مكان عملها فور نشر التحريض ضدها، وبحسب تصريحاتها قالت: "أخبروني بأنهم لم يعودوا بحاجة إلى خدماتي، وقد أرجعوا ذلك إلى تقليصات في عدد الموظفين، أبلغتهم أن هذه الادعاءات غير صحيحة وأنني أعمل هناك بشكل حر وليس كموظفة".
أما المطربة الفلسطينية نعمة، فقالت إنها خسرت تعاقدها كوجه إعلاني لإحدى الشركات، بسبب إصرارها على طرح مقاطع غنائية داعمة للشعب الفلسطيني، ومنها أغنية "نعيش في مدن" (We Live in Cities) عبر حساباتها المختلفة على منصات التواصل الاجتماعي.
وقالت نعمة التي تعيش في كندا عبر حسابها على منصة "إكس"، إنه تم إلغاء التعاقد من قبل الشركة بسبب منشوراتها الداعمة لفلسطين ضد العدوان الإسرائيلي، وتابعت بأنها لم تستلم للضغوط للتخفيف من النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي أو التوقف عن الكتابة، وختمت حديثها بأنها سعيدة لأنها لم تستسلم لهذه الضغوط وليس لديها ما يمكن خسارته.
وفي تدوينة أخرى كتبت نعمة، "كل ما لدينا هو أن نخسر عندما نتحدث عن الإبادة الجماعية المستمرة ضد السكان الأصليين في فلسطين. وظائفنا، وأصدقاؤنا، وحرية التعبير لدينا وضعت على المحك. يجعلك تتساءل لماذا تثق بأولئك الذين لديهم مكاسب فقط عندما يقفون إلى جانب المستعمرين الإسرائيليين".
وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فسخ نادي ماينز الألماني لكرة القدم، عقده مع مهاجمه الهولندي ذي الأصول المغربية أنور الغازي، بعد ساعات من فتح مكتب الادعاء الألماني تحقيقا بشأن منشوراته بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وكتب النادي الألماني عبر حسابه على موقع "إكس"، "أنهينا العلاقة التعاقدية مع أنور الغازي (28 عاما) وفصل اللاعب بأثر فوري".
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعرب الغازي عن دعم القضية الفلسطينية ورفضه قتل المدنيين في غزة، كما كرر الدعم في منشور آخر قال فيه "من النهر إلى البحر فلسطين ستتحرر".
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال النادي إنه رفع الإيقاف عن الغازي، وأنه سيمنحه فرصة أخرى، مشيرا إلى أنه اعتذر عن تصريحاته السابقة.
لكن الغازي رد على النادي في منشور آخر يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري نفى فيه تقديمه أي اعتذار بقوله "التعليقات أو الاعتذارات المنسوبة لي ليست صحيحة من الناحية الواقعية، ولم أصرح بها أو أوافق عليها".
وأضاف "لست نادما ولا أشعر بتأنيب ضمير، لا أنأى بنفسي عما قلته، وأقف اليوم ودائما وحتى آخر حياتي مع الإنسانية والمظلومين".
ولم يقتصر الأمر على المشاهير فقط بل امتد إلى آخرين يعملون في مهن مختلفة حول العالم.
وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أقيلت موظفة ألمانية تدعى ناتاشا داش من عملها في شركة "آبل" الأميركية، بعد منشور لها على إنستغرام وصفت فيه جيش الاحتلال بـ"القتلة واللصوص".
وبحسب صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، فإن "واقعة الفصل تعود إلى هيئة رقابية مؤيدة لإسرائيل، ليمحى اسمها من دليل الموظفين في الشركة، وتحذف حسابات ناتاشا على منصات التواصل الاجتماعي، وإن بقيت لقطة شاشة لمنشور سابق لها أشارت فيه لجيش الاحتلال بالقول: (تتسلل إلى البلدان، تسلب حياة من فيها ووظائفهم ومساكنهم وشوارعهم، وتنكل بهم وتعذبهم)".
وأعلنت الصحفية الفلسطينية زهراء الأخرس، عبر حسابها على منصة إنستغرام، عن تلقيها قرارا بطردها من عملها في شبكة "غلوبال نيوز" الكندية، بسبب مواقفها المؤيدة لفلسطين والمتضامنة مع سكان غزة عقب العدوان الأخير.
وقال المجلس الوطني لمسلمي كندا إنه يشعر بالقلق إزاء حادثة فصل الأخرس، مؤكدا أن فريقه الإعلامي سيتصل بها لمعرفة تفاصيل الحادثة وتقديم الاستشارة.
ودأبت زهراء الأخرس على نشر آرائها عبر منصة "إكس" للتضامن ونقل القضية الفلسطينية، وذكرت في تدوينة أن "الرفض الذي واجهه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في مسجد تورنتو أمر طبيعي بسبب مواقفه الداعمة للاحتلال الإسرائيلي ثم محاولته كسب جميع الأطراف".
ونشر صانع المحتوى المصري، كريم قباني، مقطع فيديو يشتكي فيه من تعرضه للطرد من شركته الفرنسية التي يعمل بها منذ فترة طويلة بحجة "أن آراءه مثيرة للجدل".
واشتكى قباني في المقطع المنشور عبر حسابه على تيك توك من "الازدواجية في المعاملة"، إذ طردت الشركة كريم وأبقت على زميلة له تدعم الاحتلال.
ومنذ أكثر من شهر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، قتل فيها أكثر من 10 آلاف فلسطيني، منهم 4104 أطفال و2641 سيدة، وأصاب أكثر من 25 ألفا آخرين، كما قتل 153 فلسطينيا واعتقل 2150 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.