أربعة تكتيكات لم تعد تستخدمها فرق كرة القدم.. لماذا أصبحت قديمة الطراز؟
نشر موقع "أثليتيك" تقريرًا تناول فيها استراتيجيات كرة القدم التي تم التخلي عنها في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الفرق الرياضية قد تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وهذا أدى إلى تغيير استخدام بعض التكتيكات التقليدية التي كانت معتادة سابقًا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، أن كرة القدم تتغير؛ حيث هناك أشياء كثيرة تختفي منها، بعضها غير ملموس إلى حد ما؛ وذلك مثل الأجواء الصاخبة، والمجتمع، والشعور بأن وجود الكثير من كرة القدم المتاحة لمشاهدتها يبلد حواسنا ويجعلنا مخدرين أمام الإثارة، ولكن بعضها أكثر قابلية للقياس .
واستعرض الموقع بعض الأمور التي لم يعد أحد يفعلها في كرة القدم، أو على الأقل يفعلونها أقل بكثير من السابق.
لن نلعب بطريقة 4-4-2
ذكر الموقع أن خطة 2-4-4 القديمة الجيدة هي الطريقة الافتراضية لتشكيل الفريق، في كرة القدم الإنجليزية على الأقل، والتي تعتبر العمود الفقري لهذه اللعبة.
وأضاف الموقع أنه كان من الممكن أن يجرب أحد المدراء الفنيين الذين يبحثون عن نقطة في مباراة صعبة خارج ملعبه، في بعض الأحيان، استخدام خطة 4-5-1؛ كما ظهر شبح خطة 3-5-2 بشكل متقطع أيضًا، ولكن كقاعدة عامة، لم يعقد المديرون الأمور؛ حيث يلعب اثنان من لاعبي الظهير، واثنين من لاعبي الوسط، واثنين من الأجنحة، واثنين من لاعبي خط الوسط المركزيين واثنين من المهاجمين.
وأشار الموقع إلى أنه في موسم 2009-2010، كانت لا تزال مستخدمة من قبل ما يقرب من نصف الفرق في الدوري؛ فوفقًا لشركة "أوبتا" فإن 43.9 بالمائة من التشكيلات الأساسية التي تم تسميتها في ذلك العام تم تشكيلها بطريقة 4-4-2، وانخفضت تلك النسبة تدريجيًا حتى الانخفاض المفاجئ في موسم 2012-2013؛ حيث انخفضت من 33 بالمائة في الموسم السابق إلى 12 بالمائة فقط.
وأوضح الموقع أنه قد تم ترتيب 6.5 بالمائة فقط، هذا الموسم، من التشكيلة الأساسية بطريقة 4-4-2. وكان بيرنلي ولوتون تاون وكريستال بالاس مسؤولين عن غالبية هؤلاء، مع اختيار معظم الفرق الأخرى للتنوع في تشكيلة 4-2-3-1.
وأرجع الموقع هذا الأمر إلى عدة أسباب، لكن نقاط الضعف في خطة 4-4-2 كانت معروفة منذ فترة طويلة، وهي عدم وجود لاعبين في خط الوسط المركزي، والحاجة إلى أن يكون واحد على الأقل من هؤلاء اللاعبين هو "نجولو" في ذروته.
وأفاد الموقع أن تطور تكتيكات كرة القدم يتسم بالسلاسة والدورية أيضًا؛ حيث يأتي شخص ما بفكرة، ويتم تبنيها على نطاق واسع، ثم يكتشف آخرون عيوب تلك الفكرة، وبالتالي يتم إنشاء أفكار جديدة وإحياء الأفكار القديمة، وهي طريقة ملتوية لقول إن أسلوب 4-4-2 قد لا يكون ميتًا ولكنه فقط نائمًا.
ركن "الجزاء"
ذكر الموقع أن الركنية المتقاطعة كانت أمرًا تقليديًا دائمًا، وتعد شكلاً أكثر براعة إلى حد ما من "ركن الجزاء"، فقط مع إدخال الكرة داخل منطقة الجزاء بواسطة جناح أنيق أو صانع ألعاب بدلاً من رميها هناك بواسطة مدافع غير محترف.
أوضح الموقع أنها ليست طرقًا فعالة للهجوم، فعلى مدار المواسم العشرة الماضية، تم احتساب 40,715 ركلة ركنية في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تم تسجيل 1,409 منها. قد يبدو هذا كثيرًا؛ لكنه يعني أن 3.5 بالمائة فقط من الضربات الركنية تؤدي فعليًا إلى أهداف - حوالي واحد من كل 29.
وقد بيّن الموقع أنّ المدراء يبحثون حتمًا عن طرق أكثر فعالية لاستخدام الركنيات بدلاً من مجرد العبور داخل منطقة الجزاء. والعديد من أندية الدرجة الأولى لديها مدرب للركلات الثابتة بدوام كامل أو جزئي بحيث يتم التفكير في هذه الأمور بعناية أكبر، ولكن على مستوى أكثر أساسية، ساهم هذا البحث عن الكفاءة في ظهور الضربات الركنية القصيرة.
وأضاف الموقع إلى أنه بالنظر إلى العقد الماضي أو نحو ذلك، فإن أدنى نقطة من الضربات الركنية القصيرة التي تم تنفيذها في الدوري الإنجليزي الممتاز كانت في موسم 2012-2013، عندما كانت 11.7 في المائة فقط من الضربات الركنية قصيرة. لم يكن المنحنى التصاعدي سلسًا، ولكن خلال المواسم اللاحقة، كان هذا المنحنى يتصاعد ويرتفع، إلى درجة أنه تم في هذا الموسم ما يزيد قليلاً عن خُمس - 20.6 في المائة - من الضربات الركنية، حيث بلغ هذا الرقم 17.7 بالمائة الموسم الماضي، مشيرًا إلى أن ذلك لا يمكن أن يجعلها في طريقها إلى الانقراض، ولكن يمكن القول أن الأرقام تتجه نحو وضعها على قائمة المهددة بالانقراض.
وأكد الموقع أن التمريرة الطويلة تختفي تدريجيًا من اللعبة؛ حيث تم تسجيل تنفيذ 45 بالمائة من التسديدات في الدوري الإنجليزي الممتاز من خارج منطقة الجزاء في موسم 2009 - 2010، وهو ما انخفض بشكل أساسي كل عام إلى درجة أنه في الموسم الماضي، تم تنفيذ 33.2 بالمائة من التسديدات من مسافة بعيدة، فيما تم تنفيذ 32.6 بالمائة في هذا الموسم.
وأرجع الموقع هذا الأمر إلى أ التسديدة من خارج منطقة الجزاء من غير المرجح أن تؤدي إلى هدف مقارنة بالتسديدة من الداخل، وعلى الرغم من أن 45 بالمائة من إجمالي التسديدات في موسم 2009-2010 تم إجراؤها من مسافة 18 ياردة على الأقل، إلا أن 13 بالمائة فقط من إجمالي الأهداف المسجلة تم تسجيلها، وقد يكون التسديد من مسافة بعيدة مذهلًا وممتعًا عندما يتم تنفيذه، ولكنه طريقة غير فعالة إلى حد ما لمحاولة التسجيل.
وأضاف الموقهع أن الخبر السار هو أنه، على العكس من ذلك، فإن مجرد قيام الفرق بتسديد عدد أقل من التسديدات البعيدة لا يعني بالضرورة تسجيل عدد أقل من الأهداف من مسافة بعيدة.
ففي موسم 2009-2010، تم تسجيل 137 هدفًا من خارج منطقة الجزاء، وهو رقم ارتفع وهبط على مر السنين من أعلى مستوى بلغ 186 في 2013-2014 إلى 120 هدفًا في 2020-2021 بنسبة 17.7 بالمائة و11.7 بالمائة من إجمالي الأهداف المسجلة في تلك المواسم.
وذكر الموقع أن الرقم عاد من جديد إلى الارتفاع؛ حيث شهد الموسمان الأخيران 143 و145 هدفًا من خارج منطقة الجزاء، أي 13.6 بالمائة و13.3 بالمائة من الإجمالي، بينما تبلغ نسبة هذا الموسم 13.2 بالمائة. وأصبحت الفرق تسدد عددًا أقل بكثير من التسديدات البعيدة مما كانت عليه قبل 14 عامًا، ولكنها تسجل عدداً أكبر من الأهداف منها، مما يشير إلى أن تلك التسديدات البعيدة يتم اختيارها بعناية أكبر.
على الجانب الآخر، وُجِّهَتْ التحية لفريق واتفورد في موسمي 2019-20 و2021-22، الذين تمكنوا من خوض الموسمين دون تسجيل أي هدف من خارج منطقة الجزاء، ولم يسجلوا أقل عدد من الأهداف بشكل عام في هذين الموسمين، ولم يسددوا عددًا أقل من التسديدات الطويلة من أي شخص آخر (في 2019-20، كان لديهم 139 تسديدة من مسافة بعيدة، مما جعلهم يحتل المركز 15 في الدوري الإنجليزي الممتاز؛ وبعد عامين، كان لديه 152 في المركز السادس عشر). الأمر الأكثر غرابة هو أنه في الموسم السابق، 2018-2019، عندما كانوا فريقًا أفضل واحتلوا المركز الحادي عشر، سجلوا ثمانية أهداف من 154 محاولة.
حراس المرمى يشتتون الكرة
وقال الموقع إن الوقت الذي كان فيه الخيار الأساسي لحارس المرمى - ربما خياره الوحيد المقبول أخلاقيًّا - لتوزيع الكرة هو "تشتيت الكرة" قد مضى، مشيرًا إلى أن الفرق تشجع "حراس المرمى" على أن يكونوا أكثر دقة قليلاً، الأمر الذي أدى إلى بعض الأخطاء الفادحة وأصبح بارزًا في الحروب الثقافية لكرة القدم، ولكن يُنظر إليه عمومًا على أنه مفضل وأكثر تقدمية.
ولفت الموقع إلى أن هناك عدة طرق لقياس ذلك، ولكن الطريقة التي سنستخدمها هي إكمال التمريرات من حراس المرمى. فبالعودة إلى 20 عامًا، كان متوسط معدل إتمام التمريرات لحارس المرمى في موسم 2003-2004 يبلغ 42.5 في المائة، لكن هذا المعدل ارتفع تدريجياً على مر السنين، لدرجة أن هذا الموسم شهد نسبة هائلة بلغت 64.9 في المائة، قبل أن تصل إلى 60.9 في المائة.
ما هو الاستنتاج العام من كل هذا؟
بين الموقع أن الفرق تعمل تدريجيًا على تقليل الأشياء التي تفعلها مما يقلل من سيطرتها، إنها الأشياء التي من الناحية الإحصائية أقل احتمالية أن تؤدي إلى تسجيل هدف أو السيطرة على الكرة تتناقص.
وأشار الموقع إلى أن الاستنتاج المختصر هو أن الأرقام تسيطر على اللعبة وتخرج كل المتعة منها: كرة القدم الفوضوية هي كرة قدم مسلية ويجب على المهووسين المتدخلين الابتعاد عنها.
وتابع أن هذه الحجة معيبة لعدة أسباب:
أولاً، هناك العديد من الطرق المختلفة للحصول على المتعة ومن لا يحب مجموعة الإحصائيات المثيرة؟ لكن ثانيًا، تفكير الفرق بشكل أكثر كميًا حول هذه الأشياء لا يعني بالضرورة أن الأشياء التي نستمتع بها ستختفي: كما تشير أرقام التسديدات الطويلة، فإن الفرق التي تبذل مجهودًا أقل من خارج منطقة الجزاء لا تعني أنها تسجل عددًا أقل من هذه الأهداف، فقط أن اللقطات التي يلتقطونها أفضل.
وأضاف أن الجهود الأقل من خارج منطقة الجزاء لا تعني أنهم يسجلون عددًا أقل من هذه الأهداف، ولكن التسديدات التي يسددونها تكون أفضل.
واختتم الموقع تقريره موضحًا أن الفرق تقوم بعملها بطريقة أكثر ذكاءً من أي وقت مضى، ولكنها لا تزال توفر لنا كرة قدم ممتعة.