الجيش الذي لا يقهر يتهاوى أمام الشعب الذي لا يقهر
أبكاني ذلك الغزي الذي فقد كل عائلته و أولاده فرفع يديه الى السماء و قال " يارب خذ من دمائنا حتى ترضى و من أولادنا حتى ترضى و نحن فداء هذه الأرض المباركة و فداء الأقصى و المقاومة" ...
العدوان الإسرائيلي على غزة و الذي هو امتداد لاعتداءات مستمرة منذ ما يزيد على خمسة و سبعين عاما أظهر للعلن مدى البون الشاسع بين الحكام العرب و بين شعوبهم ، و الناس تبدو بكل صراحة و كأنها لا تصدق ماترى ، بينما الغرب كله و على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية يقفون بصراحة و وضوح مع اسرائيل و يعلنون ذلك كل يوم وليلة و يؤكدون عليه ، بل و يأتي رؤساء و وزراء و زعماء الغرب الى المنطقة يزورون اسرائيل و يصرحون أنهم معها و يدعمونها و يقفون معها و يعزونها بقتلاها ثم يعرجون على الدول العربية فيحذرونها و يوبخونها لأن شعوبها تتظاهر صوتيا ضد اسرائيل ثم يوبخوننا و يتعاطفون مع اسرائيل عندنا في كل عواصمنا و نقف نحن معهم و نتعاطف معهم ثم ندس تصريحا لرفع العتب اننا مع السلطة الفلسطينية و ليس مع غزة و لا مع حماس و لا مع الشعب الفلسطيني المقاوم ، و بينما يرسل الغرب كل انواع الأسلحة و الصواريخ لإسرائيل و يعلن عن ذلك و لا يخفيه يعجز الزعماء العرب كلهم عن اماد غزة بالخبز و الماء و الأسبرين.
حماس ... صارت عقدة العقد لكل زعماء العالم الغربي و العربي ، حماس ارهابية ، و الهاجانا و المستوطنون و مذابح صبرا و شاتيلا و مذابح قبية و نحالين و كفر قاسم و السموع و مدرسة بحر البقر و الخليل و بيت حانون و الشيخ جراح و المئات غيرها بردا و سلاما و القائمون بها و عليها أناس مسالمون و حضاريون ، اليوم انقلب السحر على الساحر و تعلم الغزيون و حماس و الجهاد على رأسهم أنه ما حك جلدك مثل ظفرك و أن فلسطين لا تعود بأسلو و غير اسلو بل تعود بسواعد الفلسطينيين و المجاهين ، فلسطين لا يعيدها ذاك المتكرش حتى عاد بلا رقبة بل يعيدها أطفال غزة الذين يروون أرض فلسطين بدمائهم فانبت جهادا و تحريرا و عزة و كرامة و انتصارا.
للزعماء العرب أقول تنبهوا ، ها أنذا أفسد لكم عن شعوبكم ، غزة باتت ملهمة لكل الشباب العربي ، و الشباب العربي لم يعد يؤمن مثلنا نحن الكهول الذين أدمنا الكتابة و الصالونات السياسية و التحليل السياسي الذي لا ينتهي و انتقاد كل من يقوم بعمل جاد ، الشباب العربي يعيش فرحة عارمة و هو يرى مقاتلي حماس يهزمون الجيش الذي لا يقهر بالشعب الذي لا يقهر ، شعب المقاومة ، شعب الأر بي جي ضد الميركافا ، شعب غزة الذي يخرج من بين الرماد رافعا السبابة شاهدا لله بالعبودية ، حامدا الله على نعمائه لا يستجدي أحدا و لا ينادي على الزعماء العرب ليساعدوه فقد علموا أنه لقد اسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي و هم يتواصلون مع الله على مدار الساعة و يبدو أن الله لا يترك عباده المجاهدين.
الشباب العربي يرى في تجربة غزة الهاما و أشعر بأن موسم غزة سيكون غزيرا و نتاجه وافرا و أن النظام الرسمي العربي ارتكب غلطة العمر بصمته على ما جرى و يجري و أنه و بغض النظر عن النتائج النهائية لمعركة طوفان الأقصى فان الهزات الإرتدادية في انحاء العالم العربي لن تتأخر عن الحدوث ، هذه ليست تمنيات فتمنياتي اكبر من ذلك بكثير و لكنها توقعات جادة و موضوعية و شعور بما يعتمل في صدور الشباب العربي تحديدا.
حماس تقاتل وحدها بدون الجيوش العربية و بدون الحكام العرب و بدون ايران و بدون تركيا و بدوننا نحن ، تقف صامدة ، شرسة ، مقاومة لا تكل و لا تمل و قياداتها كلهم على قلب رجل واحد السياسيون و العسكر و يمدهم ربهم بألف من الملائكة مردفين و ما جعله الله الا بشرى و لتطمئن به قلوبهم و ما النصر الا من عند الله ...
هكذا قال مجاهدو حماس انهم رأوا الملائكة تقاتل الى جانبهم ... و أنا أصدقهم
اللهم انا ضعفاء وانت القوي و ليس بيدنا حيلة او هكذا ندعي فاغفر لنا وكن مع المجاهدين
adnanrusan@yahoo.com