باسم سكجها يكتب:"نقطة الصفر" والدحدوح أيقونة ورمز غزّة وفلسطين
يُعيدنا مشهد النزوح الجماعي من شمال غزّة إلى جنوبها إلى "نقطة الصفر"، حيث البداية في العام 1948، والخروج من مدن وقُرى فلسطين الأولى، وتلك هي الصورة التي تريد إسرائيل أن يُعاد تكريسها في دواخلنا..
هي نقطة الصفر فعلاً، ومع كلّ قساوة المشهد، وكسره قلوبنا، فهم ينزحون من غزة الفلسطينية إلى غزة الفلسطينية، ولا يلجأون إلى الجوار العربي، وكلّهم أمل وثقة ليس بالعودة إلى غزة فحسب بل إلى فلسطين الأولى أيضاً، وقبل أيّ شيئ..
كان بين النازحين الشهيد الحيّ وائل الدحدوح، في محاولة منه للابقاء على ما تبقّى له من أهله، بعد استشهاد غيرهم، وذلك مشهد محزن وقاس على القلوب أكثر، ويُدمي الضمائر، ويستفزّ كلّ مشاعر الغضب والحزن وكراهية أيّ شيئ له علاقة بما يسمّى إسرائيل..
في قناعتنا أنّ ذلك الذي عاد إلى الشاشة بعد ساعات من استشهاد عائلته، قوياً كما كلّ غزّي، متماسكاً كما كان طوال عمره، سيعود إلى حيث ينتظره كلّ الناس، بصوته القويّ وصورته البهيّة..
يا زميلنا ويا حبيبنا وائل الدحدوح: أنت لم تعد مجرّد مراسل حربي، بل أنت الحرب نفسها، وأنت لست سوى أيقونة فلسطينية، ورمز غزّي، وها أنت تؤمّن بقايا أشلاء عائلتك، لتعود لنا رمزاً كبيراً على الصمود وقهر العدو، وللحديث بقية.