"مجمع الشفاء" والبحث عن نصر كاذب!
مع غياب هدف واضح ومحدّد داخل غزّة يمكن للكيان الصهيوني تسميته كهدف "مرحلي" قابل للتحقيق ويستطيع تصويره كإنجاز ما أو نصر ما وسط حرب ستطول..
لا مركز قيادة بعينه..
لا قائد أو شخصية بعينها..
لا حيّ أو قاطع بعينه..
فقد عمد الاحتلال على نشر الأكاذيب والمزاعم حول مستشفيات غزّة عموما، و"مجمع الشفاء" الطبّي تحديدا، من خلال الادّعاء أنّ مركزا لقيادة حماس يقع تحته.
وها هو الاحتلال بعد (35) يوما من إخفاقاته يصبّ إجرامه ووحشيته وإبادته الجماعية على "مستشفى الشفاء" للسيطرة عليه مع أنّه هدف "ساقط" عسكريا وذلك من أجل:
1- تسجيل إنجاز أو نصر وهمي يغطي على إخفاقاته المتواصلة، ويستطيع أن يتبجّح به أمام حلفائه وأمام جبهته الداخلية المنهارة.
2- إضعاف الروح المعنوية لأهالي غزة، ولعموم أنصار المقاومة، من خلال إعطاء انطباع أنّ المقاومة قد تلقّت ضربة قاسمة، مع أنّ مجمع الشفاء والمستشفيات عموما هي مرّة أخرى أهداف ساقطة عسكريا ولا تقدّم ولا تؤخّر بالنسبة للمقاومة.
3- اتخاذ هذه المستشفيات نقاط تمركز، واتخاذ الكوادر والجرحى والنازحين "دروعا بشرية" تمنع المقاومة من ضربهم واستهدافهم.
4- فبركة أكاذيب جديدة تدعّم أكاذيب الكيان ومزاعمه السابقة أنّ مجمع الشفاء يحتضن أسفله أنفاقا ومقرّات قيادة للمقاومة.
5- استغلال هذه الأكاذيب وتضخيمها مستغلا انحياز الإعلام العالمي الكامل لتبرير جرائمه ومجازره بأثر رجعي، وبأنّه ليس مُلاما على استهداف المستشفيات والمرافق العامّة وسائر المذابح التي اقترفها ويقترفها لغاية الآن.
6- خلق ذريعة إضافية تضاف إلى الضوء الأخضر الأمريكي والغربي (وإلى حدّ كبير العربي) لاستهداف كل شيء وأي شيء داخل غزّة بأي طريقة من الطرق دون رقيب أو حسيب أو حتى انتقاد.
7- تعزيز العدو ثيمة الإرهاب والرعب التي يريد أن يغرسها في نفوس أهالي غزّة وجميع الفلسطينيين والعرب، بعد أن بددت المقاومة الخوف من هذا "البعبع" وجيشه "الذي لا يُقهر".
8- الضغط أكثر من أجل فرض النزوح والتهجير على أهالي غزة الذين يرفضون للآن التخلّي عن مساكنهم ومناطقهم وكشف ظهر المقاومة.
9- إذلال الزعماء العرب والمسلمين المجتمعين في قمتهم، وفرك حصوة في أنوفهم، بأنّنا نستطيع أن "نعربد" ونفعل أي شيء، وأنتم لا تستطيعون أن تفعلوا شيئا، بل إنّ هناك زعماء ودول منكم يدعموننا، ويمنحوننا الغطاء، ويحولون دون قيام مليار ونصف مسلم و(400) مليون عربي بأي شيء لنصرة وإغاثة إخوانهم في غزّة.
10- ترسيخ إحساس بالعجز واليأس لدى الشعوب الإسلامية والعربية التي تقف أنظمتها وقادتها موقف المتفرّج ولا تحرّك ساكنا.
11- تحويل مشاعر الغضب والسخط والحقد التي تكنّها الشعوب الإسلامية والعربية تجاه الكيان الصهيوني وأميركا والغرب.. نحو دولهم وأنظمتهم وقادتهم الذين "خذلوا" غزّة والمقاومة و"سمحوا" بارتكاب كلّ هذه المجازر والمذابح. وإمكانية استغلال هذه المشاعر مستقلبا من أجل خلق المزيد من الفوضى والقلاقل داخل هذه الدول من قبيل الابتزاز والمزيد من إضعافها.
12- الضغط أكثر على ما يسمّى "محور الممانعة" لإعلان الحرب، وتوسيع رقعة المواجهة، باعتبار أنّ هذا هو السبيل الوحيد لإسناد أهالي غزة والمقاومة، وذلك لتوريط الأمريكان والحلفاء الغربيين في القتال مباشرة، وافتعال حرب إقليمية باعتبارها طوق نجاة لإطالة عمر عصابة الحرب الصهيونية الحالية ويمينه المتطرّف.
بمعزل عن كلّ هذه القذارات أعلاه، فإنّ الوضع على الأرض ما يزال مثلما كان منذ اليوم الأول:
- تواصل القتال المحتدم على جميع المحاور لأكثر من (24) ساعة، وزيادة سعار العدو في قصفه واستهدافه للمدنيين، هو مؤشر على عجز العدو وإخفاقه في تحقيق أي حسم حتى هذه اللحظة.
- شراسة وضراوة المقاومة هو مؤشر على احتفاظها بقوتها وضبطها وربطها لغاية الآن.
- الكلمة الفصل عند المقاومة وأهالي غزة، وهم قد كفّوا ووفّوا منذ وقت طويل.. بينما الجميع يتواطؤون ويراقبون ويشترون الوقت بدماء أهالي غزّة بانتظار ما ستؤول إليه "حرب الاستنزاف" هذه!