تشريع الجرائم للكيان في فلسطين "The Purge"



فيلم التطهير"The Purge" هو فيلم رعب أمريكي ( من خمسة أجزاء)، وتدور قصة الفيلم في المستقبل في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم تشريع جميع الجرائم دستورياً، مثل القتل والإغتصاب والسرقة وغيرها، ولمدة قصيرة ليلة واحدة سنويًا، ومعظم الشخصيات بالفيلم تنقسم الى الأبرياء ذوي النزعة الطيبة، حيث يلوذون بملجأ آمن لحماية أنفسهم، أما الأشرار فهم ذوي النزعة الظلامية المتعطشون للدماء، ولكن النقطة الرئيسية في الفيلم هو السماح للجميع من قبل السلطات الثلاث بإخراج ما بداخلهم عند غياب القانون، بالطبع هنالك بعض الأصوات داخل السلطات الثلاث تعارض هذه الحقوق الهمجية، وهنا تظهر مفارقة، وهي أن الأشرار يرون بهؤلاء المعارضين خطر على حقوقهم الدستورية، ففي أكثر من جزء من أجزاء الفيلم يكون هؤلاء المعارضين مستهدفين خلال ليلة التطهير لانهاء خطرهم.

ذكرت عدد من الشخصيات، والآن لنعكس قصة الفيلم على الواقع الفلسطيني، نجد أن السلطات الثلاث هي الدول الغربية، والمطهرون الظلاميون هم جيش الاحتلال، والابرياء الطيبون هم الفلسطينيون (في غزة والضفة الغربية)، ومنذ اليوم الأول لطوفان القدس، قامت الدول الغربية القطبية والعظمى (السلطات الثلاث) بإعطاء ضوء أخضر لجيش الاحتلال وشرع التطهير، وارتكب جيش الاحتلال كل أنواع الجرائم التي تظهر عدم انسانيتهم والنزعة الظلامية التي تملكته، وتماماً كما بالفيلم المذكور، القتل مسموح بكل الاشكال، فأصبح الجندي الصهيوني يقصف ويقتل عائلات من 3 أجيال بصاروخ واحد، وبالطبع الحصانة رفعت عن المستشفيات والمدارس ودور العبادة، وتم تدميرها بالكامل، ولغاية الان أكثر من 35 الف طن من المتفجرات وتعادل أكثر من ربع قنبلة نووية هبطت على غزة، وقتلوا اكثر من 11 الف بريء، بل وصلت المزاودة في مسؤولي الاحتلال بمن يعرض وسيلة تطهير أفضل، فالمح وزير بقصف غزة بالنووي وآخرون يريدون تهجير أصحاب الأرض الى مصر والأردن، كما لو أنه موسم مفتوح للصيد "Open Season".

وهنالك رأي عام متزايد ضدهم خلال المجازر التطهيرية، وهؤلاء يشابهون إلى حد ما الأصوات المعارضة من السلطات الثلاث، فنجد من المجتمع الدولي الأمم المتحدة ودولاً ومنظمات وشعوب يعارضون مثل هذه الأعمال اللإنسانية الوحشية، ومباشرة يتم استهدافهم من خلال السلطات الثلاث الداعمة والمطهرون الدمويين، وتحاول اغتيال هذه الأصوات وإخراسها من خلال إتهامهم بمعاداة السامية ونسيان مآسي اليهود في الهولوكست والتذكير بالتشابه الديموقراطي، وأنهم الأفضل بالمنطقة وغيرها من الحجج الواهية والمضللة لتشريع حقهم الدستوري بتطهير الفلسطينين عن بكرة أبيهم بسبب اعتدائهم على شعب الله المختار (الحائز على رخصة قتل مفتوحة)، أو من خلال الضغط السياسي وحجب المساعدات والتهديد العسكري وغيرها من الوسائل.

لا أريد أن أطيل بهذا المقال فجميعنا لديه مشاعر فياضة، وأختم بالقول بأن السلطات الثلاث في الفيلم حددت موعداً للتطهير في الدستور وهو ليلة واحدة بالعام، أما الدول الغربية فكيانها المختل أمضى ما يقارب من 100 عام من التطهير والمذابح والاعتقالات وكافة أشكال الجرائم، ومنها 76 عام من الاحتلال والاحتيال، ولم يحدد للكيان موعداً لوقف التطهير العرقي للفلسطينين، فالى متى سيستمر فيلم الرعب الحالي الذي دامت ذروته لمدة 37 يوم؟؟؟ وأنوه بأن الأبرياء في الفيلم يسمح لهم بالمقاومة، ولكن الفلسطينين بالواقع لا يسمح لهم حتى بكتابة منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أو رفع علم فلسطين في الشارع، وإذا قاموا فهم إرهابيون ومعادون للسامية!!!