خبير عسكري: غزة اصبحت مقبرة للقوات الاسرائيلية.. والمقاومة كسبت المعركة



خاص - قال الباحث في الشؤون العسكرية العقيد الركن المتقاعد أسامة عودة إن قوات الاحتلال أعلنت في 7 أكتوبر أن هدف العملية العسكرية في قطاع غزة هو تدمير حركة حماس، غير أنها لم تحقق ذلك بالرغم من حصار القطاع من البر والبحر والجو، ورغم تواجد حاملات الطائرات الأمريكية والغواصة النووية الأمريكية وتزويدها بكافة أنواع الأسلحة الغربية.

وأضاف عودة لـ الاردن24 أنه ورغم القصف الجويّ والاجتياح البري، إلا أن المقاومة مازالت صامدة وتقاوم ويتمتع مقاتلوها بمعنويات عالية رغم الدمار الهائل، مشيرا إلى أن غزة أصبحت جحيما وكابوسا ومقبرة للقوات الإسرائيلية الغازية.

وبيّن عودة أن المقاومة تقوم بتنفيذ الكمائن والغارات وتتسلل خلف قوات العدو وتزرع الألغام وتفخخ المباني وتوزع القناصين، فيما يظهر المقاومون كأشباح تخرج من الأنفاق ومن تحت الركام والأنقاض وتلتحم بالعدو وتشتبك معه من مسافة الصفر ما ألحق الخسائر في الآليات والمعدات.

ولفت عودة إلى أن قوات الاحتلال لم تحقق أي نجاح أيضا في ايجاد أي أسير لدى المقاومة حتى الآن.

وتابع عودة أن الصهاينة لا يقبلون زيادة تكاليف الحرب الاقتصادية والخسائر والقتل بين الجنود، الأمر الذي من شأنه زيادة الضغط الشعبي الداخلي، اضافة إلى الضغط الدولي، مبيّنا أن إطالة أمد الصراع قد يؤدي إلى دخول أطراف أخرى للحرب.

وأشار عودة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان ترتيبه هذا العام الثامن عشر ضمن أقوى جيوش العالم حسب مؤشرات (جلوبال فاير باور)، ولكن تزايد الإصابات وتدمير المعدات في صفوفه يدل على فشله في حماية قواته، تماما كما يؤشر على إبداع وابتكار المقاومة، مؤكدا أن حرب المدن ليست نزهة في شوارع غزة المدمرة، وقد تجلت خلال العمليات العسكرية صور صمود الأهالي والمقاتلين معا.

وقال عودة إن الأيام السابقة من الحرب أظهرت مدى التحضير والتجهيز والتدريب والتأهيل واستقرار العقيدة القتالية لدى مقاتلي حماس، ومدى علاقة أهل غزة وارتباطهم بأرضهم، ومن الواضح أن قيادة حماس تمتلك الخبرة في مجال إدارة العمليات وتمتلك الوسائل التي تستخدمها لتحقيق القيادة والسيطرة والتنسيق والتعاون بين القوات رغم تدمير البنية التحتية وقدرة إسرائيل التقنية على رصد واستطلاع الاتصالات وأية وسائل بث والتشويش عليها ومهاجمة مواقعها.

وتابع عودة: "حماس لديها قدرة على تطبيق مبادئ قيادة المهمة في حال انقطاع الاتصالات، من خلال تفعيل العمل اللامركزي بالاستناد على فهم المحاربين لنية وقصد وأوامر القيادة، وقيامهم بالمبادرة المنضبطة والمخاطرة المحسوبة، والثقة المتبادلة والعمل المشترك بروح الفريق. ويظهر أن المقاومة الفلسطينية طورت قدراتها وإمكاناتها سواء البشرية، أو العسكرية وأثبتت قدرتها على التخطيط الاستراتيجي وإدارة حرب الشوارع بمهارة فائقة مما يعزز ثقة المقاومة في نفسها وقدراتها العسكرية".

ونوه عودة أن الآلة العسكرية الإسرائيلية فشلت في تحقيق الهدفين الرئيسين المعلنين اللذين حددهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب وهما محو كل وجود لحركة حماس في القطاع والإفراج عن المحتجزين لديها، ولم تحقق إسرائيل سوى استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية من مدارس ومستشفيات وتشويه صورتها من خلال ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي، مما يدل على كسب حماس للمعركة حتى الآن، وقد تبين أحد مظاهر فشل إسرائيل باستعانتها بجنود مرتزقة شاركوا في الحرب الروسية الأوكرانية.

وختم عودة حديثه بالقول: حاولت حماس استخدام الصور لتعزيز مصداقيتها ورفع الروح المعنوية لمقاتليها ومؤيديها، من منطلق أن الصورة تغني عن ألف كلمة في مجال التوجيه المعنوي وإثبات المصداقية، فالحرب حاليًا هي حرب العقول والقلوب ولا يمكن تغطية تفاصيلها من قبل المراسلين العاديين، كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تبني رواية المقاومة ورفع المعنويات. كما أن حماس أعادت القضية الفلسطينية إلى الضوء من جديد، ولأن للصور دور في الحرب النفسية تمت محاربتها، وتحولت شخصية الملثم أبو عبيدة إلى أيقونة ورمز وطني يتلهف الجميع لسماع تصريحاته الواثقة بلسان عربي مبين.