تقرير: الاردنيون ينتصرون في معركة المقاطعة..الابتزاز وحملات الشد العكسي فاشلة و باطلة

 


مالك عبيدات -  النجاح الباهر و غير المسبوق لحملات مقاطعة الشركات والمنتجات الأميركية والإسرائيلية والغربية منذ بدء العدوان الوحشي  على قطاع  غزة  وضع تلك الشركات في وضع اقتصادي لا تحسد عليه ، وهو ما دفعها بعد التراجع الكبير في قيمة اسهمها لاطلاق حملات اعلانية وعروض خيالية ، وهي الاجراءات التي ضاعفت من زخم المقاطعة بعد ان اخذ الجميع يلمس اثرها على شركات  اعلنت  دعمها لقوات الاحتلال ، وشركات اخرى دعمت حكوماتها جيش الاحتلال بالمال والعتاد .

النجاح جاء بعد ان وفرت تلك الحملات البدائل المحلية ما ساهم ايضا بدعم الصناعة المحلية , واصبحت تلك الحملات تتسع رقعتها لتصل الى مختلف المحافظات الاردنية بعد حملات التوعية والتثقيف التي اطلقها النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي . 

مقاطعة هذه الشركات لم تقتصر على الاردن وانما عانت هذه الشركات من مقاطعة غربية ايضا ، ففي الولايات المتحدة مثلا ، صورت محال ستار بكس فارغة ، وهي المحال التي كانت مفعمة بالحيوية والزبائن قبل العدوان على غزة ، وهو ما ينسحب على علامات تجارية اخرى مثل الماكدونالدز و كارفور وغيرهما ، حتى وسائل الاعلام الغربية التي انحازت للرواية الاسرائيلية تعرضت لحملات تعرية ، و نفذ المواطنون هناك  سلسلة من الاعتصامات امام مقارهم وفي داخلها و هنا نذكر ال السي ان ان و فوكس نيوز وغيرهما ... 

محليا ، وبالرغم من محاولات التشويش والشد العكسي من خلال الضغوط السياسية على اصحاب القرار من قبل اصحاب الشركات وبعض المستفيدين الا ان الحملات تلقى اقبالا منقطع النظير .

اللافت هذه المرة ، ان المقاطعة كانت دافعا للكثيرين باللجوء الى البدائل الوطنية ، وهنا نتحدث على سبيل المثال عن تنامي الاقبال على منتجات بديلة لشركتي بيبسي وكوكا كولا ، و نتحدث عن ولادة شركات محلية مثل ماتركس وغيرها وهذه الشركة تمكنت من الاستحواذ على حصة كبيرة من السوق ، حتى المطاعم و المقاهي المحلية اخذت تعتمد هذه البدائل وتنازلت عن المنتجات الامريكية .. 

حملات المقاطعة لم تركز على قطاع بعينه ، الوعي الجمعي بضرورة نصرة الاشقاء في غزة ، دفعهم لمراجعة جميع خياراتهم الاستهلاكية ، والجهات التي تقدم لهم الخدمات ، فشركة زين على سبيل المثال التي هبت لنصرة الاشقاء منذ اليوم الاول للعدوان ، و اختارت اسم غزة لشبكتها ، واطلقت حملة وطنية لجمع التبرعات للاشقاء ، زاد من رصيدها الشعبي على حساب شركات اخرى التزمت الصمت ، او شاركت على استحياء ، او ربما دعم بعضها الكيان المحتل بدقائق مجانية او ما شابه ... 

وسائط التواصل الاجتماعي التي تستمر بشطب المحتوى المتضامن مع الاشقاء مثل الفيس بوم وانستجرام والتيك توك وغيرها ، طالته مقاطعة الاردنيين ، وانطلقت دعوات لوقف اعلانات الشركات على هذه الوسائط ، و مقاطعة الشركات التي تعلن فيها ، الى جانب دعوات لدعم منصات تويتر x و منصة باز العربية ، ومقاطعة غيرها من المنصات المنحازة للعدو الصهيوني و رواياته المزيفة و المفبركة .. 

اما اولئك المتباكون على الشركات الوطنية التي تحمل العلامات التجارية الغربية التي دعمت جيش الاحتلال ،الذين يمارسون الابتزاز بدعوى توظيفهم للعمالة الاردنية ،  فكان رد الاردنيين واضحا : غيروا علاماتكم التجارية .. 

الاردنيون  يخضون المعركة فعلا الى جانب الاشقاء والاهل في غزة الصامدة والصابرة ، فالتضامن لم يقتصر على المسيرات والمظاهرات المؤيدة للمقاومة والمنددة بالعدوان البربري النازي على الاهل في غزة ، التضامن لم يقتصر على تقديم المساعدات بانواعها للاهل ، التضامن اخذ طابعا عمليا ايضا فكانت المقاطعة خيارهم الاكثر تعبيرا وتأثيرا في هذه الازمة الكاشفة . 

البستاني : حملات المقاطعة ناجحة بكل المقاييس 

 المنسق العام للحملة الوطنية لاسقاط اتفاقية الغاز الدكتور هشام البستاني قال ان الحملات ناجحة بكل المقاييس لاسيما وانها جاءت بمبادرة شعبية بالكامل و لا يوجد اي جهة مسؤولة عنها .


واضاف البستاني ل الاردن 24 ان النجاح الذي حققته الحملات كان في مسارين الاول مسار سياسي خلق جيلا واعيا من الشباب يتفاعل مع القضايا الوطنية والعربية والاحداث التي تدور بالمنطقة والمسار الثاني اقتصادي حيث تم التوجه نحو الصناعة الوطنية وتشجيعها ما يساهم في خلق فرص العمل .

ودعا البستاني القطاع الصناعي الى مقاطعة شركة الفجر للغاز التي اصبحت احد الاذرع الرئيسية لبيع الغاز الصهيوني في المملكة وتصديرها للخارج ايضا عبر الخط العربي الذي تحول الى مصدر رئيسي لدعم اقتصاد الكيان الصهيوني .

الحسامي : الصناعة الوطنية توفر ١٠ بدائل للمنتج المستورد الواحد

بدوره اكد مدير عام غرفة صناعة عمان نائل الحسامي وجود قاعدة صناعية قوية  حيث توافر بدائل محلية بالجودة التي يرغبها المستهلك سواء  بالمنظفات أو مستحضرات العناية الشخصية أو المواد الغذائية أو الألبسة وبأسعار وجودة تناسب المستهلك.

واضاف الحسامي ل الاردن 24 ان الصناعة الوطنية توفر 10 منتجات بدل المنتج المستورد من الصناعات المختلفة ما سيعمل على تنويع الخيارات امام المستهلك .

واشار الحسامي الى ان جميع المنتجات من الصناعات الوطنية متوفرة وتنتشر  في الأسواق الكبرى و البقالات الموجودة داخل الأحياء نظرا لوجود تنوع على الرفوف.


طومار : حملات الشد العكسي مضللة 

من جانبها قالت الناشطة الاعلامية في حملة الاردن "تقاطع " شروق طومار ان الحملات انطلقت بعد العدوان على غزة والتعبير عن رفض المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنين والاطفال وذلك بعد ان اعلنت العديد من الشركات الكبرى عن دعمها لقوات الاحتلال في حربه على المدنين .

واضافت طومار ل الاردن 24 منذ انطلاق الحملات نشهد انخفاضا ملحوظا بحجم المشتريات من منتجات الشركات الكبرى وسينعكس ذلك على قوتها وارباحها وستظهر النتائج خلال الفترة المقبلة .


واشارت طومار الى ان بعض الشركات بدأت بتغيير سياستها بعد ان شعرت بقوة المقاطعة وتاثيرها عليها من خلال وضع ملصقات استنكار للجرائم , مبينة ان بعض المحال ترفض ادخال البضائع واخرى خفضت من عرضها وبعض المحال والمطاعم  وفرت بدائل محلية .

وانتقدت طومار محاولات حملات الشد العكسي من خلال الترويج بان هذه الحملات ستؤثر على العمالة وتشغيل المواطنين , مشيرة الى ان بعض الشركات وفرت فرص عمل لبعض العاملين الذين تم الاستغناء عن خدماتهم ولا بد ايضا من تضحيات للمواقف الوطنية .

الفراج : التشويش على حملات المقاطعة فشل فشلا ذريعا 

واكد عضو حملة " اتحرك " لمقاومة التطبيع مجد الفراج ان الحملات ناجحة جدا بالرغم من وجود جهات تسعى للتشويش عليها من خلال انها ستساهم في تسريح العمالة وتضر الاقتصاد الوطني .

واضاف الفراج ل الاردن 24 النتائج مبشرة نظرا لوجود بدائل تم توفيرها من قبل الشركات المحلية بعد الاتصال بهم من قبل الحملات اضافة الى التواصل مع النقابات لمعرفة البديل اذا كان منتجا صحيا .

ولفت الفراج الى ان حملات المقاطعة تساهم ايضا في دعم الصناعة الوطنية من خلال الاعتماد على المنتجات الاردنية وقد تكون فرصة للتخلص من الشركات الكبرى التي تدعم الاحتلال .

وزير الاعلام الاسبق والكاتب الصحفي المرموق طاهر العدوان كتب في تغريده له على منصة x :
هذا وقت كشف الأقنعة ، علينا كاردنيين وعرب ،ان نعمل على ان لا تقتصر حركة المقاطعة  فقط على المنتجات الغربية التجارية  الداعمة لحرب الابادة الصهيونية في غزة انما ايضا على(المنتجات الديموقراطية الغربية  التي تصدر إلى مجتمعاتنا من خلال منظمات المجتمع المدني الغربية ، بزعم الدفاع عن حقوق المرأة والطفل والدفاع عن حرية الرأي والتعبير والاعلام ).خاصة تلك المستوردة من ألمانيا وامريكا وفرنسا وبريطانيا .ادعو منظمات المجتمع المدني الاردنية والعربية التي لها علاقات بمنظمات المجتمع المدني الغربية  إلى الضغط عليها وكشف مواقف حكوماتها  المعادية للعدالة والمساواة والحرية ولكل الشعارات والمبادئ التي رفعتها  وروجت لها منظمات ووسائل الاعلامية الغربية (على مدى العقود الماضية)عن حرية الاعلام المزعومة او عن حقوق المرأة والطفل وحقوق الانسان ،فيما نرى اليوم ،حكوماتها تنتصر للمذبحة القائمة ضد نساء واطفال فلسطين ، وينحاز اعلامها  بشكل فاضح   إلى الهمجية الصهيونية وحرب الابادة الغير مسبوقة في وحشيتها ومعاداتها للقيم الانسانية التي تشن في غزة  ، التي تعاني من الاحتلال والحصار منذ ٧٥ عاما .