قصة قصيرة: اطلع اطلع!

 
وابل من الشتائم التي تخدش المحارم وتهتك المحاشم إنهال بها الجندي في لواء "جعفاتي" على قائده بينما يحاول تجاوز أكتاف زملائه والإطباق على خناق هذا القائد بيديه.

ولقد استدعى الأمر خمسة من الجنود حتى استطاعوا السيطرة على زميلهم المهتاج، وطرحه أرضا، وتكميم فمه لكي يهدأ.

وعندما استيقن القائد أن ثورة الجندي قد هدأت، اقترب منه، وأمر زملاءه بإزالة الكمامة عن فمه، وسأله بلغة عبرية ركيكة:

- ماذا حدث؟!

أجاب الجندي بصوت أقرب للحشرجة:

- لقد تدرّبنا على كلّ شيء، كلّ شيء، ما من تكنيك من تكنيكات القتال والكرّ والفرّ والمداهمة والاشتباك والمناورة والتمويه والخداع إلاّ وتدربنا عليه.. تدرّبنا كيف ننفّذه، وتدرّبنا كيف نصدّه ونتعامل معه.. في الغابات والصحاري والجبال والمستنقعات والمدن ووسط الدمار والأنقاض.. والمدربون الذين درّبونا من أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وجميع دول العالم لم يبخلوا علينا بخلاصة خبراتهم وتجاربهم.. ولكن بربّ موسى وهارون، قلّ لي ما هذه الـ "اطلع اطلع اطلع اطلع.. قول يا ربّ"، ما هذا التكنيك بحقّ الجحيم، وكيف يمكن لنا أن نتعامل معه؟!