لماذا لا تشارك الحكومات في المقاطعة من اجل غزة ؟



كتب الصحفي المصري مصطفى رضا - 

تعيش القضية الفلسطينية في قلب ووجدان التحديات الإنسانية والسياسية، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي، ونحن نشاهد أقوى وأشرس حرب وإبادة نراها يوميا تستهدف شعبا بالكامل، بكل طرق بكل القمع والقسوة، وبالرغم من ذلك، نرى أن الصمت وعدم اتخاذ أي اجراء صارم يسود من قبل الحكومات الغربية وبعض الحكومات العربية.

المثير للدهشة أننا نشهد ونرى دعمًا كبيرا وقويا من دول غربية وشركات للكيان المحتل الذي ينفذ ويقف وراء هذه الجرائم البشعة.

وكان علينا نحن العرب أن نقوم بأي رد فعل لمواجهة هذا الوضع والحرب، وكان علينا كعرب نتخذ أدنى تصعيد، وهو المقاطعة وذلك تعبيرا منا عن رفضنا للظلم والاستمرار في الدعم للجهات المسؤولة عن هذه التصعيدات ودعم الكيان.

وفي هذا السياق يظهر مفهوم المقاطعة كوسيلة قوية وفعالة للتعبير عن الدعم والتضامن لأشقاءنا في فلسطين.

تشير حملات المقاطعة إلى رفض المشاركة والتعاون في كافة الأنشطة التي تدعم الاحتلال الغاشم، وقد اكتسبت هذه الحملات قوة إضافية في سياق دعم فلسطين.

قوة المقاطعة تعتمد على جعل المجتمع الدولي والشركات تحمل المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية فيما يحدث في غزة وشعبها بالكامل.

من جانبه أيضا تعكس المقاطعة الإرادة الشعبية لدى الأفراد والشعوب لرغبتهم في تحقيق التغيير، حيث يمكننا من خلال هذه الحملات توجيه هذه الشعوب والشركات نحو دعم العدالة وحقوق الإنسان التي لم نراها منذ السابع من أكتوبر، كما أن حملات المقاطعة من خلال رفض البضائع والمنتجات والخدمات التي ترتبط بالانتهاكات في غزة يعكس الغضب الذي يسيطر علينا تجاه موقفهم في القضية الفلسطينية ودعهمهم للكيان.

ولكن السؤال لماذا المقاطعة تعتمد فقط على الأفراد، لماذا لا تشارك الحكومات أيضا في المقاطعة، وتتخذ الحكومات العربية بالتحديد موقف محدد وصارم، كما فعلت حكومات الاتحاد الأوروبي وقاطعت روسيا عقب حربها مع أوكرانيا!

على الحكومات العربية اتخاذ هذا القرار الذي يعكس موقفنا وعلينا أن نتخذ خطوات محددة وواضحه وصارمة لرفض التعاون مع الكيانات والشركات التي تدعم الحرب والاستيطان وتنتهك حقوق الشعب الفلسطيني، ولا نكتفي بتصريحات محتواها التنديد والاستياء.

وأخيرا حملات المقاطعة تبرز وتوضح أهمية الوعي، حيث يمكن لنا من خلال تلك الحملات أن نوضح الحقائق ونعمل على نشر الوعي حول القضية الفلسطينية، ونظهر الصورة التي زيفها العدو المحتل، وأن مقوم بأدنى الطرق في محاولة التأثير على الرأي العالمي في محاولتنا لوقف نزيف الدم ووقف المذابح المستمرة يوميا وقتل الأبرياء من الأطفال النساء والشيوخ.