كونراد اديناور تعلن وقوفها الى جانب اسرائيل..منظمات حقوقية غير حكومية تنحاز لموقف حكوماتها

 


كتب احمد الحراسيس - جاؤوا إلى الأردن تحت غطاء "تعزيز  الديمقراطية وسيادة القانون و ثقافة السلام والتعايش السلمي "، وبدأوا بتنفيذ الأنشطة التي قالوا إنها تهدف لتمكين الشباب وتنميتهم سياسيا وتثقيفهم قانونيا ، لكن سرعان ما انكشف زيف تلك المزاعم وتبدد وهم تلك الادعاءات . هذا واقع حال كثير من المنظمات الدولية التي تمارس نشاطاتها بمنتهى الحرية على اتساع مساحة الأردن وفي مختلف مدنه ومخيماته وقراه.

  اختصاصات المنظمات الأمريكية والاوروبية  التي تعمل في الاردن تبدو للوهلة الاولى انها مختلفة ولكنها في نهاية المطاف ترمي لاحداث تحولات في بنية العقل الجمعي على نحو تفصله فيه عن ثوابته و قيمه و قضاياه المفصلية  والهامة ، هذا هدفها غير المعلن ، ويبدو ان هذا يقودنا للتفكير مليا بجدوى وجودها بالاساس ، لا سيما ان عدد كبير منها يتخصص في قراءة و فهم  و تحليل اتجاهات الرأي العام و تحديد اليات توجيهه وتغيير بوصلته .. 

حرية حركة هذه المنظمات وتمكينها من اعداد التقارير والدراسات بالتعاون مع منظمات محلية ، مسألة تحتاج الى مراجعة ، وخاصة ان نتائج هذه الدراسات والاستطلاعات قد تستخدم لغايات واهداف تهدد الامن الوطني .. وكل هذه خلاصات  يمكن استنتاجها بعد انكشاف موقف غالبيتها العظمى من العدوان على اهلنا في قطاع غزة .. 

المنظمات الامريكية والاوروبية غير الحكومية ، وهنا لا نبد ان نتوقف مليا عند حقيقة هذه التسمية  ، فكيف تكون هذه المنظمات غير حكومية وقد تبنت جميعها مواقف حكوماتها ، كيف تكون غير حكومية وقد تنازلت عن مرجعياتها الحقوقية و مبادئ العدالة الديمقراطية والسلام التي قالت انها عناوين رئيسة لوجودها ونشاطها في المنطقة وانحازت بشكل مفضوح لدولة الاحتلال في حربها وعدوانها البربري على اهلنا في قطاع غزة . هذه المنظمات نزعت رداءها الحقوقي والانساني و اظهرت وجهها الحقيقي  وانحيازاتها العنصرية  ..


لعلّ أبرز المنظمات الفاعلة والناشطة في الأردن هي المنظمات الألمانية، فما زال جزء كبير من تلك المؤسسات التي تتلقى تمويلها من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية في برلين تبث سمومها عبر مواقعها الإلكترونية وبما يعكس وجهة نظر تلك المنظمات الرسمية.

"مؤسسة أديناور ستواصل الوقوف إلى جانب إسرائيل في المستقبل"، بهذه الجملة تبدأ نوربرت لاميرت، رئيس مؤسسة كونراد أديناور الألمانية، مقالا على صفحة المؤسسة الرسمية تتبنى فيه وجهة نظر الاحتلال متغافلة  المجازر وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.

الغريب، أن المؤسسة تزعم أنها تستهدف بأعمالها لتعزيز الديمقراطية وحكم القانون وتطوير وبناء نظام اجتماعي واقتصادي حر وتعزيز الحوار الاوروبي - الاوسطى وعملية السلام في الشرق الاوسط مع الدعوة الى حوار الحضارات والأديان. لكن الواضح أن هذه الديمقراطية وحكم القانون يتوقف لدى هذه المؤسسة عند الإحتلال الإسرائيلي، فتغض كونراد اديناور الطرف عن قتل الأطفال والابادة الجماعية، وجرائم الحرب التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي!

المؤسسة الألمانية تصمّ آذانها وتغمض عيونها عن آلاف الأطفال والنساء الذين استشهدوا في غزة والضفة، وكأن هؤلاء ليسوا بشرا ولا أبرياء في نظرها، بينما تُكشّر المنظمة الألمانية عن أنيابها أمام مقاومة شعب أنهكه الاحتلال منذ (75) عاماً، احتلال ارتكب كل الموبقات ، قتل وتدمير وتوسع وحصار ... 

تقول المؤسسة علانية أن "ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل بشكل لا رجعة فيه. وأمن إسرائيل هو من امن الدولة الألمانية" ، هذا موقف رسمي للمؤسسة  الحقوقية ، موقف سياسي منحاز  لمنظمات  تقول انها تعمل لتعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان !!!

المطلوب اليوم من منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الأردنية مقاطعة هذه المنظمة التي تدعم إرهاب الاحتلال، كما أن الحكومة الأردنية مطالبة  بمراجعات عميقة لنشاطات هذه المنظمات التي تبين انها تشكل خطرا حقيقيا على امننا الوطني ، هذه المنظمات التي لها اجندات غير معلنة ، وتعبر عن مواقف حكوماتها ، وغير معنية او للدقة غير مؤمنة بتلك القيم والمبادئ التي تقول انها تعبر عنها وتدعو اليها ... 

وسائل الاعلام الوطنية مطالبة بكشف وتعرية هؤلاء ، هذه المنظمات تشتغل في الاردن لمصلحة اسرائيل ، يظنون انهم  اكثر ذكاء من الشعب الاردني ، وانهم قادرون على العيش بيننا العبث في قيم مجتمعنا ، و قلوبهم عند دولة الاحتلال ..