إيهاب البراوي.. قصة فلسطيني مغترب يتابع من تونس ويلات الحرب على غزة

"عظَّم الله أجرك في العائلة”، نَصّ رسالة يتخوف إيهاب البراوي، وهو طالب فلسطيني من بيت لاهيا مقيم في تونس، من تلقيها في أي وقت، لتخبره برحيل عائلته جرّاء استهداف إسرائيلي.

عبّر الشاب الفلسطيني للجزيرة مباشر عن مرارة ما يعشيه من حرب نفسية بعيدا عن الأهل في قطاع غزة بكلمات مؤثرة، قائلا "الجسد في تونس والقلب في غزة”، موضحا أن يومياته تأثرت بشكل سلبي، وكذلك قدرته على التركيز في الدراسة.

استقبل إيهاب خلال الأيام القليلة الماضية خبر استشهاد عمه وأبنائه وأفراد آخرين من العائلة في اليوم نفسه، الخبر نزل عليه كالصاعقة، وأوضح بأسى أنه استقبل خبر استشهاد والده في حرب 2021 بالطريقة ذاتها متجرعا مرارة الفقد على وقع الغربة.

ولفت الطالب الفلسطيني إلى صعوبة التواصل مع من بقي من عائلته التي نزحت إلى جنوب قطاع غزة، موضحا أنه قبل الحرب كان يتصل بأهله أكثر من مرة في اليوم الواحد، أما الآن فلا يستطيع التواصل معهم حتى لدقائق؛ مما يبعث في نفسه الريبة والقلق خوفا من تجارب الفقد المتكرر.

شعور بالعجز
يتابع البراوي -محاطا بخوفه- الأخبار بشكل مستمر ومكثف، ويخشى أن يُذكر اسم مدينته بيت لاهيا أو يُنقل خبر وقوع مجزرة في حق عائلته، مثل ما يحدث كل يوم للعائلات في غزة.

ويصف الشاب الحالة النفسية لأهالي غزة المغتربين قائلا: إنها "سيّئة، حيث يتملّكهم شعور بالعجز وشعور آخر بالذنب لكونهم بعيدين وغير قادرين على المساعدة”، مشيرًا إلى أنّهم يتعاملون مع الأخبار المحزنة بقلق واضح خوفا من تلقي خبر استشهاد أو إصابة أحد الأقارب.

وأشار البراوي إلى مرور الطلبة الفلسطينيين بظروف مادية صعبة في الآونة الأخيرة؛ لعدم قدرة العائلات على إرسال مصاريف لأبنائها المغتربين.

ويفتخر البراوي بكونه من أرض فلسطين "أرض الرباط إلى يوم القيامة” قائلا: "نحن الشعب الفلسطيني لا نيأس، تقصف بيوتنا ويستشهد أقاربنا، ورغم ذلك نقول لا زلنا مرابطين على أرضنا”، مؤكدا أحقيتهم في أرض فلسطين "نحن أصحاب قضية ونريد أن نحرر بلادنا”.

المصدر : الجزيرة مباشر