ماذا في دعوة ابو عبيدة الشعب الأردني إلى تصعيد العمل الشعبي والجماهيري
كتب نضال العضايلة -
في خطابه أمس الخميس دعا الناطق الرسمي باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" الشعب الأردني إلى تصعيد كل أشكال العمل الشعبي والجماهيري المقاوم، بقوله: "أنتم يا أهلنا في الأردن كابوس الاحتلال الذي يخشى تحركه ويتمنى ويعمل ويجاهد لتحييده وعزله عن قضيته".
الدعوة وجدت زخماً قوياً لدى الشارع الاردني، فمنهم من اعتبرها دعوة مشروعة وحق مكتسب لشقيق يرى في هذا الشارع رديف على الأرض للمقاومة وهم كثر، ومنهم من رأى في هذه الدعوة تحريض على القيادة الأردنية والموقف الرسمي الأردني، وهؤلاء هم الذباب الالكتروني الذي ادعوا الله ان يخلصنا منه.
إن ما تحدث به "أبو عبيدة" ومن قبله رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية من دعوة للأردنيين بالتحرك، هو لمعرفة "حماس" بحجم الشعب الأردني وتأثيره على الاحتلال.
ابو عبيدة وجه رسالته للاردن، لأنّ الاردن يمتلك اكبر شريط حدودي مع دولة الاحتلال ولأنه صاحب الوصاية على المقدسات والتي سيطر الاحتلال عليها بشكل شبه كلي ويتحدث علانية عن هدم الأقصى ولأن الساسة الصهاينة ينظرون له كوطن بديل، وهو بذلك يعظم من الاردن ومكانته، ولكن البعض مُصر على تقزيم الدولة الأردنية.
منذُ تأسيس حركة حماس حتى هذه اللحظة لم يأتي منها أيّ شيء يُؤذي الأردن حتى بعد إغلاق مكتبهم في عمان، هُم يعملون لقضيتهم فقط، لذلك فإن نداءاتهم لنا ليست إلا طلباً لفزعة النشامى وثقةً بالنخوة الأردنية،وخطابهم واضح تماماً في ذلك، ثم إن الأردنيين ليسوا قطيع أغنام حتى يُساقوا مُغَيّبين، والرجل يعلم تماماً أننا ومنذ خلقنا لم نتخلف عن نصرة فلسطين وشعبها.
اسرائيل تعتبر الأردن هدف كوطن بديل ولم نسمع حتى هذه اللحظة صوتاً وفي كل يوم الصهاينة يهددون البلد، لذلك فإن نصرة أهل غزة وأهل فلسطين هو نصرة وحماية للأردن لإفشال مخططات التهجير وهذا الكلام ليس تحشيداً، إنما هو واجب مطلوب منّا لنصرة أخوتنا بغزة وفلسطين.
ولو عدنا لقراءة التاريخ نتذكر مواقف الاردنيين مع القضية وكيف أن العشائر الأردنية كانت تساعد المناضلين؟، لذلك يجب ان لا تنسينا اتفاقية وادي عربة التاريخ بحيث لا تعد فلسطين قضيتنا.
من الظلم تسمية طلب القائد ابو عبيدة دعوة تحريض بقدر ما هي دعوة تصعيد وتأييد شعبية ورسمية في خط متوازي حيث سبق التصعيد الرسمي غير مسبوق لموقف الاردن التصعيد الشعبي حتى بات الموقف الرسمي الأردني اقوى من الموقف الشعبي لمساندة غزة واعتقد هذا الكابوس الذي تحدث عنه ابو عبيدة.
ولأن ابو عبيدة يعرف من هم الاردنيون، دائما ما يقال عنا "النشامى اهل النخوة"، فقد انتخى بأهل الاردنّ العظيم، وهذا ليس الا زيادة شرف ومفخرة لنا، و لن يراه غير ذلك الا كل ضعيف، لا بارك الله بالضعف، وقضيتنا واحدة، فان لم ننصرهم نحن، من ينصرهم، وما النصر الا من عند الله.
لذلك فإن الرسالة التي يجب ان تصل للمنافقين والوطنجيين التافهين والمتعنصرين الجاهلين المتخلفين، ولعيون فلسطين واهلها الطيبين، والاردن بشعبه الرزين فإننا ندين المتخاذلين المطبعين الذين لا يفقهون بالدين.
ولمن يتساءل، لماذا الأردن؟ ولماذا يوم الخميس؟، ولماذا الخطاب للشعب؟، ولماذا التصعيد المقاوم؟، ولماذا اليوم بعد ٥٠ يوم عن الحرب؟، ولماذا بعد الاتفاق على الهدنة؟، اجيبه اننب كأردني كلي فخر ان ابو عبيدة ذكرنا بخطابه، وهو يرى تأثير الحركه الشعبيه بالاردن ويطالبنا ان تستمر وتكبر فلا داعي لنظريه المؤامره.
خطاب ابو عبيدة كان فيه احترام للشعب الأردني ولكل شيء يبذله من أجل القضيه، لكن هناك من استخدم الخطاب للفتنه، فقد اشتغل الذباب الالكتروني، وكيف لذباب أن يفهم لغة الاسد، ابو عبيدة ليس بحاجة تحريض أحد فهو يجاهد عن شرف الأمة كاملة.
وأما رسالتي للذباب: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}.
ولان الاردن هي الورقه الرابحه في الضغوطات حول العالم، وهي اطول شريط حدودي فإن أبو عبيدة عول علينا، ولا اتوقع انه استثنى القياده الهاشميه بعد ما رأى ما قدمه الأردن منذ السابع من اكتوبر.
عندما خصنا ابو عبيدة نحن الاردنيين في التصعيد والضغط الشعبي، لم يكن ذلك على دولتنا الحبيبة ولا تحريض كما يعتقد الذباب الالكتروني، بل على العدوان الاسرائيلي لإن الحقيقة اللي يعرفها الغزاوي بان الاحتلال فعلاً هزيل والاردن هو كابوس الاحتلال.
طوفان الاقصى بين لنا الاعداء الحقيقيين من المطبعين والخونة ممن يشكل الخطر على كل دول العربية وعلى الاسلام، فشكرا لك ابو عبيدة لقد اظهرت لنا الأفاعي المتخفية وكان سمها مخفي.
اخيراً، وباختصار طلب ابو عبيدة يتماهى مع الموقف الرسمي الاردني القوي، والخروج للتعبير عن ذلك هو دعم للموقف الرسمي الاردني اكثر مما هو تلبية نداء لابو عبيدة، لذلك على كل من سمع الرسالة يجب أن يخرج ليعبر عن دعمه لفلسطين والاردن معاً.