استقالات احتجاجية بـ"الجملة".. العدوان على غزة يكشف انهيار الهيئات الأممية
كشفت حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عن انهيار منظومة الهيئات التابعة للأمم المتحدة، لا بل تواطؤها مع القتلة المحتلين في بعض الأحيان، وفق مختصين، وهو ما دفع عديد الشخصيات البارزة إلى الانسحاب من هذه الهيئات، فيما قطعت مؤسسات رسمية علاقتها بها، بعد امتناعها عن تنفيذ ما تنص عليه ولايتها.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، يوم الخميس، عن وقف التنسيق مع منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، في موضوع إخلاء الجرحى والطواقم الطبية من المستشفيات، بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال مدير مجمع الشفاء الطبي وعددًا من الكوادر الطبية والجرحى، من قافلة خرجت من المجمع الطبي في مدينة غزة نحو جنوبي القطاع، بتنسيق من المنظمة الأممية.
وفي سياق انحياز المنظمات الأممية للاحتلال الإسرائيلي، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى إقالة رئيسة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين بسبب انتهاكها غير الأخلاقي للحياد وصمتها تجاه التجويع المنهجي للفلسطينيين في غزة، ومشاركتها بحملة جمع تبرعات لجيش الاحتلال.
كما انسحبت الشيخة موزا، والدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسكو بعد 20 عامًا من التعاون؛ وذلك بعد فشل المنظمة الأممية في تقديم المساعدات والإغاثة لأطفال غزة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية.
وبذات الطريقة، نددت الممثلة التونسية المصرية الشهيرة هند صبري بالفشل الكامل لبرنامج الأغذية العالمي في فضح ومحاربة استخدام الاحتلال للغذاء كسلاح في الحرب في غزة، واستقالت من منصب سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي بعد 13 عامًا من الشراكة.
وسبق ذلك، استقالة مدير مكتب نيويورك لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان كريج مخيبر؛ احتجاجًا على فشل الأمم المتحدة في منع الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومعظم أوروبا متواطئة للغاية مع الاحتلال.
وعلى مدار الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 48 يومًا، فشلت المنظمات الأممية جميعًا في دعم الفلسطينيين وتقليل الأذى الذي يلحق بالمدنيين، وهو ما أظهر تواطؤًا وإهمالًا؛ أدى لإطالة أمد الإبادة الجماعية.
ويُفترض أن تكون الأمم المتحدة طرفًا محايدًا في النزاعات الدولية، وتلعب دورًا في تهدئة التوترات العالمية، لكن في الواقع، ومنذ إنشائها، عملت الأمم المتحدة في المقام الأول لخدمة مصالح "الدول الكبرى" المتحكمة في المنظومة الدولية.
ولا تتصرف الأمم المتحدة حيال أي قضية دولية إلا بناء على موافقة ومصالح "الدول الكبرى"، ولاسيما أن مركز المنظمة هو مجلس الأمن والدول الخمس دائمة العضوية فيه (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين).
ويملك مجلس الأمن كل السلطات في الأمم المتحدة، ويصوّت على قرارات باستخدام القوة ضد بعض الدول، وفرض عقوبات على أخرى، كما يشرف على "عمليات حفظ السلام".
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد 53 قرارًا ينتقد الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، كما استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات رئيسية تدين الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لسنوات عديدة.
واستشهد حتى اليوم أكثر من 14500 فلسطيني بينهم أكثر من 10 آلاف طفل وامرأة، فيما أصيب نحو 35 ألفًا آخرون، وفُقد تحت الأنقاض 7 آلاف منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.