مع دخول الهدنة الإنسانية بين المقاومة والاحتلال يومها الثاني، استعرض مراسل الجزيرة مباشر أحوال النازحين الفلسطينيين داخل مراكز الإيواء بخان يونس جنوبي قطاع غزة.

ووثّق مراسلنا قيام عدد من النسوة بتجهيز الخبز على أفران الطين البدائية في ظل شح الموارد ونقص الوقود، وسط اصطفاف عدد من النازحين انتظارًا لتلبية احتياجاتهم وذويهم.

وقالت إحدى السيدات العاملات في الفرن للجزيرة مباشر "كنا بنخبز على الصاج، فجبنا أفران نقلناها من بيوتنا وركبناها هنا حتى الكل يخبز عليها وبنساعد الناس وبنخبز لهم كمان”.

وأضافت "بنبدأ من الساعة 3 الصبح وبنظل لحد الساعة 4 العصر، لكن الحين بنعاني من نقص الطحين، لأنه بقالنا أسبوع بنستعمل كيس واحد فقط وما بيكفيش”.

وعن طريقة عمل الفرن قالت "هو عبارة عن بلاطة من حديد وإسمنت ورمل، وهذا الفرن بنعمل عليه من أيام جدود جدودنا، وأنا باخبز للناس ما باخدش مقابل منهم، بس مساعدة لله في الله”.

"انتهت حياة العدو”

وأشارت السيدة الفلسطينية إلى أنها أرسلت ابنها فيما يشبه "العملية الانتحارية” إلى بيتها الذي تم قصفه من جانب الاحتلال، لإحضار كيس طحين من أجل تجهيز الخبز، وتابعت بنبرة قوية "غصبا عن أنف العدو بدنا نمرق في دورنا، احنا غلطنا لما طلعنا من بيوتنا، وهنرجع غصبا عنه وهنظلنا صامدين مرابطين. العدو انتهت حياته وهذه آخر مرحلة له”.

وعلى مدى أكثر من شهر ونصف، شنّ الجيش الإسرائيلي حربا مدمّرة على غزة، خلفت 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، كما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا، بينهم أكثر من 75% من الأطفال والنساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.