اللواء فايز الدويري.. رجلٌ بألف رجل



الصدقُ والثباتُ في الموقفِ، هُما عنوانا الرُجولةِ حَسَبَ القرانِ الكريمِ، قال اللهُ تعالى:(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ). وصدقَ مَن قال:وكمْ رجلٍ يعدُّ بالفِ (ذكر)...وكم (ذكر) يمر بلا عداد!!

فالرجلُ والرجولةُ، لم تُستخدَما في العربيّة ولا في الإسلام، إلّا في وصفِ المواقفِ التِي تُميِّز الاحياءَ فعلًا ومضمونًا، عن الاحياءِ شكلًا ومظهرًا، فالرجولةُ المقصودةُ هنا هي المَواقِف.

والمواقفُ هي التي تحدد، كم يساوي كلُّ واحدٍ مُقارنةً بغيره؟ وهي استعدادُ الانسانِ لقولِ كلمةِ الحقِّ وفعلِ ما يراهُ الحقُّ دون مبالاةٍ برضى الناس أو سُخطِهم، واستعدادُه لدفعِ الثمنِ لِمَن يُغضِبُهم معنويًا من لومٍ وعتابٍ، أو ماديًا ما بين الشوكة يشاكها الرجل، وبين وقوفِ الرجلِ أمامِ حبلِ المقصلة أو أمام فِرقة الإعدام، ولذا رفعَ التاريخُ لهذه المواقف قبعته، وأحنَى لهَا هامَتَه، وسطّرَها بمدادٍ مِن نورٍ وفخارٍ وخلّدَها في سجلِّ الخالِدين!!

ومن هذا الطراز الذي أحدهم يساوي- في تاريخنا المعاصر – ليس الفًا فحسب، بل جيشا بأسره، اللواء المتقاعد "فايز الدويري - حفظه الله ورعاه -" الذي تميَّزَ بالجرأة في قول الحقِّ، والخِبرةِ والكفاءَةِ والقدرَةِ الفائقةِ على التحليل، مَسيرتُه العسكريَةِ تشهدُ له بذلك، شخصِيَتُه استثنائيةٍ واحترافيةٍ مِن الطرازِ الرفيعِ.

فمتى سنكون ذكورًا رجالًا لا نخشى في الله لومة لائمٍ؟! فنُرضِي اللهَ – عزّ وجلّ - في سُخطِ الناس، بدَل أنْ نكونَ مُجرَّد ذكورٍ مُرورًا في هذه الحياة، وكأنَّهم دخلوا مِن بابٍ وخرجوا مِن بابٍ، ولمْ يَشعُر بوجودِهم أحدٌ، ولم يُسجِّل لهم رقيبٌ وعتيدٌ موقفًا غضِبُوا فيه لله ،ولمْ تاخذْهُم في قولِ الحقِّ لومةُ لائمٍ !!