صواريخ الاحتلال تقتل 17 مصورا في غزة وتفشل بقتل الصورة
أكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ان طائرات ومدفعيات جيش الاحتلال الاسرائيلي قتلت 17 مصورا صحفيا خلال عدوانها على قطاع غزة المستمر منذ 7 اكتوبر الماضي .
وجاء في تقرير صادر عن لجنة الحريات التابعة للنقابة انها وثقت استشهاد 17 زميلا وزميلة ارتقوا شهداء نتيجة إصابتها بصواريخ وقذائف من طائرات ومدفعيات الاحتلال بمناطق مختلفة بقطاع غزة .
واشار التقرير ان بداية العدوان كانت باستهداف المصورين في مدينة غزة ومحيطها في الأيام الاولى للعدوان وكان منهم ابراهيم لافي ومحمد الصالحي وهشام نواجعة ومحمد صبح ابو رزق .
لم يقتصر استهداف أصحاب عين الحقيقة في محافظة غزة بل تعداه لكافة المحافظات في قطاع غزة حين استهدف المصور محمد فايز ابو مطر والمصور خليل ابو عاذرة في اقصى الجنوب برفح وكذلك الشهداء المصورين الصحفيين في وسط القطاع .
وفي شهادة ادلى بها للنقابة الزميل المصور الصحفي معتصم مرتجى العامل في قطاع غزة، قال ان مكتبه تعرض للقصف قبل هذا العدوان مما جعله يتحسب لتدمير معدات عمله التي نقلها لبيته دون ان تسلم حيث قصف الاحتلال بيته ودمر كافة معداته لينتقل إلى مستشفى الشفاء .
ويوصف مرتجى معاناته وزملائه من المصورين بصعوبة ترحيل المواد المصورة مما تطلب منه السير مشيا على الاقدام لمسافة تقرب من 5 كم للحصول على شبكة انترنت وسط خوف شديد لانعدام الأمان .
ويقول انه كان شاهد على فقدان زملائه وأصدقائه في العمل مثل رشدي السراج ومحمد الجاجا وودع جثامين العديد منهم قبل دفنهم .
ويؤكد التقرير ان هذا الاستهداف يأتي في سياق خلق حالة ترهيب للمصورين بغرض الابتعاد عن الميدان لتكون الجرائم الاحتلالية دون شهود وشواهد وبلا توثيق ضمن خطة ممنهجة اعتاد جيش الاحتلال على تنفيذها بقرارات من المستوى السياسي كما حدث في أكثر من مناسبة منها مخطط استهداف مدينة القدس والهجمة الشرسة على الصحفيين هناك وكذلك استباق المجازر والاستهداف في جنين باستهداف الصحفيين وكان في مقدمتهم الشهيدة شيرين أبو عاقلة .
وفي شهادته للنقابة يقول الزميل المصور الصحفي عطية درويش العامل في قطاع غزة اننا استشعرنا الخطر من اليوم الأول باستهداف مكاتبنا الصحفية في الأبراج مما أدى الى ابتعادنا عنها وعدم قدرتنا على أخذ كافة المعدات اللازمة وهذا أثر على عملنا حيث لم نجد مكان سوى محيط مستشفى الشفاء للتواجد به حيث عشنا ليالي مرعبة ومخيفة وكنا شهود على ارتقاء زملاء لنا شهداء .
ويضيف درويش انه وحتى اللحظة وفي أجواء الهدنة لا زالت الامور خطيرة وصعبة .
وبين التقرير ان في قطاع غزة نحو 950 من الصحفيين المسجلين في نقابة الصحفيين الفلسطينيين من بينهم المئات من المصورين بينما يعمل على الأرض لتغطية العدوان نحو 1500 صحفي نتيجة اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية بتطور الأحداث وعدم السماح للصحفيين العرب والأجانب الدخول لقطاع غزة بغرض التغطية.
وتشير تقديرات نقابة الصحفيين ان نحو 80% من الصحفيين نزحوا من شمال غزة إلى جنوبه ما بين 11/11 حتى 15/11 نتيجة الاستهداف الكبير لهم في محيط مستشفى الشفاء كما وثقته الكاميرات حين سقطت قذائف المدفعية الاسرائيلية بالقرب من الخيم التي كان يستريح بها الصحفيين في ساحة مستشفى الشفاء بمدينة غزة ليعلن جيش الاحتلال اقتحام المستشفى في 15/11 بعد نحو 4 أيام من حصارها وإخلاء الصحفيين الفلسطينيين والاستعانة بـ الصحفيين الاسرائيليين والاجانب المنحازين لرواية الاحتلال الذي أمن لهم الحضور في عربات مدرعة ومجنزرات وفق ما بثه هؤلاء الصحفيين من داخل الاليات العسكرية الاسرائيلية بهدف تغطية اقتحام المستشفى على امل تغطية وتوثيق ما ادعاه ساسة وجيش الاحتلال عن وجود أنفاق وسلاح في المستشفى وهذا ما لم يحصل لعدم وجود شيء من الادعاءات الإسرائيلية .
وعقب رئيس لجنة الحريات بالنقابة محمد اللحام ان الاحتلال امتلك كل أدوات البطش والارهاب والبارود لقتل الصحفيين وفي مقدمتهم المصورين إلا أنه لم يمتلك القدرة على إطفاء عين الحقيقة وبقيت الكاميرات ترصد وتنقل للعالم جرائم الاحتلال رغم الأثمان الكبيرة والدماء الغزيرة التي شكلت الوقود الحقيقي لمحرك اجنحة الصورة التي حلقت في كل العالم مساهمة بفضح الوجه القبيح للاحتلال عبر الحقيقة التي دفعت الملايين للخروج للشوارع مناصرة لفلسطين .