سكجها يكتب: السلطة وحماس والأردن والتفكير داخل الصندوق
قد يكون هذا كلاماً سابقاً لأوانه، ولكنّ التفكير داخل الصندوق مهمّ في هذا الوقت، وخلاصته أنّ الأردن أكثر الأطراف المعنية في ما يجري، وهو الذي يحتفظ بعلاقة عضوية مع فلسطين منذ أبد الأبد، وسيحتفظ بها إلى أزل الأزل..
هناك طرفان فلسطينيان، موجودان في الضفة وغزّة، ومن المؤكد أنّ الأردن يحتفظ للسلطة الفلسطينية في رام الله بعلاقة خاصّة، ولكنّ العلاقة مع حماس لم تكن يوماً تناحرية، وليس سرّاً أنّ صاحب السلطة الراحل ياسر عرفات كان يحمل ظنّاً أنّ عمّان تدعم حماس..
علاقة حماس مع الأردن كانت مؤكدة، في وقت من الأوقات، ومن المعروف أنّ افشال اغتيال خالد مشعل في الأردن كان أردنياً قُحّاً، بموقف تاريخي من الراحل الحسين، وبالتالي اطلاق سراح المؤسس أحمد ياسين..
صحيح أنّ الأردن انحاز إلى السلطة الفلسطينية، باعتبارها تمثّل الشعب الفلسطيني، وقام بابعاد قيادات حماس من عمّان، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ الانتخابات الفلسطينية النزيهة الحرّة أوصلت إلى أغلبية لحماس في المجلس التشريعي الفلسطيني، واعترف بها الاردن بالطبع..
ذلك سياق تاريخي مؤكد، ومؤكد أيضاً أنّ العلاقة الأردنية مع سلطة رام الله واصلة وموصولة، باعتبار الرئاسة، ولكنّ المعروف أنّ العلاقة مع حماس لم تنقطع أبداً، وهذا له حديث آخر!
الحديث خارج الصندوق، ولكنّه داخله بالطبع، أنّ لعمّان دوراً لتلعبه في المستقبل القريب، وعلى المطبخ السياسي الأردني أن يفكّر به، فهو استراتيجي للمستقبل، وتكتيكي للآن، وهو لمّ الشمل بين الطرفين، فليس لأحد مصلحة أكثر من الأردن بهذا الأمر، وطبعاً بعد الطرفين الفلسطينيين..
في تقديرنا أنّ هذا الأمر ليس بعيد المنال، وفي حديث السياسة بعد انقشاع الغبار عن حرب غزّة، سيكون لمثل هذا الأمر أن تُشلّ إسرائيل السياسية، ويُطلق العنان لفلسطين الواحدة، وإذا كانت المسألة صعبة قليلاً، فهي ليست غير ممكنة، لأنّ الأردن أثبت قدرته على المبادرة، وقدّم موقفه التاريخي الفلسطيني على غيره، أكثر من أيّ طرف آخر، وللحديث بقية...