تضحيات غزة العظيمة



خلال الحرب تجلت نماذج لتضحيات أعجزت اللسان عن الوصف، فهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وتجريف الأراضي وتخريب الشوارع والطرق، واستهداف المشافي ومدارس الانروا والتي تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين جرائم الاحتلال الوحشية، لم يسلم أي مكان في غزة من آلة القتل الإسرائيلي. دمار كبير لا يمكن أن يصدقه عقل إنسان، إلا عندما يشاهده بأم عينه، دمار هائل ضاهى بل تفوق على الدمار الذي حصل في مناطق مختلفة من سوريا والموصل والفلوجة وافغانستان.

الكلمات تتلاشى لوصف ما يجري من عدوان همجي بربري لا يقوم به إلا عدو حاقد لا يعرف معنى الرحمة والإنسانية، ويدعي بعدها الكيان الصهيوني بكل صفاقة أنه يريد الانسحاب من شمال غزة، لينعم سكانه بالأمن والاستقرار ، فالسؤال الأهم: أي أمن واستقرار هذا الذي تدعيه قوات الاحتلال؟! وهي تتعمد تدمير البنى التحتية لقطاع غزة والإبادة الجماعية في حق الأطفال والنساء والشيوخ التي شهدها العالم بأسره.

الدماء الزكية الطاهرة التي سالت على أرض غزة هاشم الأبية، تروي عطشها للحرية والاستقلال، وستنهض من جديد وستنفض غبار الألم والاحتلال، يستلهم منها الأجيال دروساً في التضحية والفداء والكرامة.