#غزة_تقاوم_وتنتصر
الجيش الإسرائيلي يواصل عدوانه على قطاع غزة بعد توقف دام لاسبوع تحت عنوان هدنة انسانية وكان واضحا ان اسرائيل تتحفز للعودة الى حربها المجنونة التي اطلقها شعور ثأري انتقامي اعمى ردا على هزيمة جيشها المذلة في السابع من اكتوبر والتي سوقتها تحت عنوان كاذب وهو انها مجرد عملية امنية استهدفت مدنيين في تغطية على نصرعسكري للمقاومة الفلسطينية.
اسرائيل تبدو مرغمة لملاحقة اكاذيبها وأهدافها المعلنة بالقضاء على حماس.وبسبب تورطها امام جمهورها المشحون حقدا تجد نفسها غير قادرة على التراجع رغم فشلها الملموس في تحقيق اهدافها المعلنة بما فيها تحرير اسراها.
الواضح ان اسرائيل حصلت على اذن الادارة الامريكيه بمواصلة عدوانها خاصة بعد ساعات من زيارة بلنكن بالامس لفلسطين المحتلة.ويبدو ان التسوية بين الطرفين الامريكي والاسرائيلي تمت في اطار تفاصيل العدوان التنفيذية وهناك اتفاق على المبدأ وهو مواصلة القتال ولكن بوتيرة اقل حدة وبمنسوب تدمير اقل وبعدد اقل من القتلى اي ان التسوية تعني موافقة أمريكية على مواصلة القتال وموافقة إسرائيلية على تخفيض مستوى القتال والنزول لدرجة ادنى على سلم القتل والتدمير .وهذا لا يعني بالضرورة التزام اسرائيل بهذا الاتفاق غير المعلن والذي المح اليه بلنكن بالامس.ورغم ان إسرائيل اكثر انصياعا للادارة الامريكيه غي هذه المرحلة الا انها ما زالت تتحرك في هامش استقلال نسبي يسمح لها بالتفلت من الاملاءات الامريكيه بدون خشية عواقب ذات شأن.
الورطة التي يغرق فيها نتن ياهو شخصيا وقيادة الجيش الإسرائيلي ما زالت على مستوى من العمق لا يسمح بالتراجع بل خلق توافقا واقعيا بين القيادات السياسية والعسكرية للعودة الى ساحة الحرب .من غير الممكن ان تحقق اسرائيل هدفها بالقضاء على حماس .ولا على تحرير اسراها بالقوة.مما يجعل العودة للحرب محاولة لحفظ ما تبقى من ماء الوجه للجيش تحديدا.الجيش الذي يزعم الحاجة لاشهر لتحقيق اهدافه بات اكثر ادراكا لاستحالة تحقيق اهدافه لذا فهو يريد ان يشرع بمسار تراجعي متدرج مراهنا على توفير واشنطن مسارا للخروج من الورطة التي اندفع الى لجتها.ولن تبخل واشنطن بتأمين السلم لهبوط قادة الجيش من مرتفع صعدوا اليه في سورة غضب هستيري.
ستوقف اسرائيل حربها على مراحل بخطوات تمنحها الشعور بانها انتصرت .وهذا اللقاح النفسي والمهني المضاد لأكتئاب الهزيمة هو ما تبرع بتقديمه الادارة الامريكيه. وقد خبرته واشنطن خاصة في علاقاتها بالاطراف العربية خاصة في السبعينيات.
ستتجه اسرائيل للتراجع لاسباب عديدة اهمها الفشل الميداني امام صمود وضربات وبسالة المقاومة والتفاف الاكثرية الشعبية حولها.وثانيها الحسابات الامريكيه التي لا تطابق الحسابات الإسرائيلية والتي باتت اكثر ميلا لانهاء الحرب التي انتقلت الى مرحلة الحاق الضرر بمصالحها اقليميا ودوليا وداخليا . وثالثها التآكل المتوقع للدعم الداخلي لها مع التصاعد المنتظرللخسائر البشرية والكلفة الاقتصادية للحرب.ورابعها التخوف من اتساع نطاق الحرب باستدراج اطراف اخرى للحرب .
وخامسها التأثير المتزايد للرأي العام العالمي المتعاطف مع فلسطين.
لذا لا اتوقع ان يكون زخم الحرب العدوانية بمستوى تدميري مماثل لمرحلتها السابقة للهدنة.
ومن الجدير بالذكر ان التصورات الامريكيه لما بعد الحرب تقتضي الابقاء على حماس واقفة على قدميها لتكون مشاركا في مفاوضات تعد لها واشنطن تحت عنوان حل الدولتين بالتعاون مع محورها العربي المتمثل بالانظمة المهمومة بطي ملفات القضية الفلسطينية حفاظا على استقرارها.
ان بقاء حماس يقتضي اضعافها الى الحد الذي لا ينهي حضورها السياسي لتكون شريكا فاعلا في احتواء مأمول لمخرجات الحرب التي تثقل كاهل الجميع الى حد اصبحت فيه مكروهة من معظم من تورطوا في معادلاتها المعقدة ربما باستثناء اطراف موتورة بصوت خافت تستجدي اسرائيل والقدر ان ينجحا في القضاء على حماس .
وهو هدف اصبح ابعد احتمالا .وواقعيا لم يعد ممكنا .وغير مرغوب حتى من واشنطن كهدف يتعارض مع استراتيجيتها في الاقليم .