امريكا تفتح مخازن اسلحتها للكيان المحتل، ونحن نفتح مخازن الشجب والاستنكار!



كتب باسل العكور - في الوقت الذي تفتح فيه الولايات المتحدة الامريكية مخازن الأسلحة والذخائر والأموال والمعلومات للعدو الصهيوني في عدوانه البربري على غزة، تكتفي الأمتان العربية والاسلامية بفتح مخازن الشجب والإستنكار، وهي ذخيرة فاسدة لا تضمن صمود المقاومة ولا تمنع إرتقاء آلاف الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ من ابناء قطاع غزة المبتلى..

صحيفة وول ستريت جورنال، نشرت قائمة خاصة بالأسلحة التي أرسلتها إدارة بايدن إلى جيش الاحتـلال، منذ بداية الحرب:

- 15 ألف قنبلة
- 57 ألف قذيفة مدفعية
- 100 قنبلة BLU-109
- 5000 قنبلة، طراز Mk82
- 5400 قنبلة، طراز Mk84
- 1000 قنبلة، طراز GBU-39
- 3000 قنبلة، طراز JDAM

مئات الاطنان من القنابل تقدمها امريكا للعدو الصهيوني لتسقط على رؤوس اهلنا في قطاع غزة، ناهيك عن الدعم العسكري الذي تقدمه دول اوروبية للكيان المحتل، وهي ارقام نشرت في وسائل اعلامهم، وهذا الدعم يأتي في الوقت الذي يقود به قادة الولايات المتحدة مفاوضات مكوكية مع اطراف عربية من اجل هدن انسانية؟!! يقدمون الذخائر والاسلحة والدعم الاستخباري واللوجستي للعدو في اطراف الليل، ويهرعون للعواصم العربية في اطراف النهار ليلعبوا دور الوسيط الساعي لضمان سلامة المدنيين ومنع النزوح، يقدمون الذخيرة لهدم البيوت على رؤوس اصحابها مسح المدن والمجمعات السكنية والمرافق الحيوية والبنية التحتية، ويدعون بانهم يرفضون التهجير!! تذاكٍ ممجوج وكذب مفضوح..

بعد شهرين من العدوان الجبان على المدنيين العُزّل في قطاع غزة، مازال الموقف العربي والاسلامي من هذا العدوان منحصرا في الادانة والشجب والاستنكار ودعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته، الغرب يقوم بالدور المناط به بكفاءة واقتدار، فها هو يقدم -على رؤوس الاشهاد- كل اشكال الدعم لهذا الورم السرطاني المميت في المنطقة، ونحن مازلنا نراهن على أن يلعب دورا مختلفا، سذاجة وتهافت وعجز وارتهان وتبعية بلهاء وغبية..

العدو الصهيوني يقتل الابرياء من أبناء أمتنا دون أن يعبه بردود فعلنا، ألهذه الدرجة "مالي ايده"؟ ألهذه الدرجة يفهمنا يعرف ساستنا؟ وكأن أطفالنا ونساءنا لا دية لهم، لا ظهر يحتمون به، وكأننا بهم قوم مقطوعون من شجرة، لا يضيرنا مصابهم ووجعهم ومناشدات حرائرهم، لا يعنينا دمهم المنسكب وجراحهم الغائرة، لا يحركنا تكالب الامم عليهم، نتابع ما يتعرضون لهم بدم بارد، ليس ذاته الدم الذي كان يغلي اذا ما استصرخته امرأة مسلمة في عامورية ، ما الذي حل بنا ، كيف استرخصتم حرمة الدم العربي على هذا النحو المشين.. أي هوان هذا..

صبرا اهل غزة، ووالله لو قطعوا عنكم الماء والغذاء الدواء والهواء، ولو تحالف ضدكم القريب والبعيد العدو والصديق، فكل هذا لن يغير حقيقة انكم انتصرتم، نعم انتصرتم على الخوف، على خرافات التفوق الاسرائيلي على موروثات طالما تسببت في خوار عزائمنا، ها هو منسوب الإقدام والكرامة والتضحية يرتفع الى معدلات لم نعرفها من قبل، واليوم نستطيع ان نقول: انكم قدمتم مشروعا لمقاومة قادرة على ان تفرض معادلات قوة غير تلك التي يعرفون، سطرتم بدمائكم الزكية الطاهرة ملحمة بطولة لم يشهد لها التاريخ مثيلا .. نعِمَ البيعُ بيعكُم وبئِست تجارتنا ..