الحروب واثرها على الاطفال في الاقليم – مأساه مستمرة و ناقوس خطر

 
ان ما يحدث في اقليم شرق المتوسط من تبعات لحروب وازمات معقدة حتما سيؤدي الى تعقيدات وعواقب على صحة وسلامة ساكنيه، وخصوصا ان بلدان عدة تخوض غمار النزاعات المسلحة منذ سنين، لا بل لعقود عند بعضها، والذي هذا بدوره ادى الى الاثار السلبية المعقدة على مواطنيه و ساكنيه وخصوصا الاطفال في بداية حياتهم، وان ما يحدث في دولا عديدة في الاقليم الان من اوضاع انسانية لا بد ان تنعكس سلبا على تغذية الاطفال وصحتهم، خصوصا في ظل الحرب ومحدودية وصول المواد الغذائية،
و ان ما يحدث في غزة الان كما هو الحال حدث ويحدث الان في دول اخرى في الاقليم مثل اليمن ، فلسطين، افغانستان، السودان ، الصومال، والذي يعد كارثة صحية للاطفال حاليا ومستقبلا، ففي اليمن حوالي 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة يحتاج إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، و يحتاج أكثر من 8.5 مليون طفل إلى المساعدات وهم معرضون لنقص المساعدات الغذائية والنزوح، وفقدان اي تدخل للتعامل والوقاية من سوء التغذية من قبل الجهات المحلية والمنظمات الدولية،
اما في السودان بعد اكثر من ستة اشهر من الحرب هناك 700 ألف طفل أقل من 5 سنوات باتوا يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد، مما يعرضهم لخطر الموت، إذا لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية التغذوية اللازمة، وفي افغنستان نحو مليون و 300 ألف طفل حديث الولادة ، من حيث تعرضهم لسوء التغذية، وقد تم إدخال ٤٩ ألف طفل الى المشافي بسبب ظهور أعراض شديدة عليهم ، ولا ننسى هنا تبعات الحرب والمجاعة على اطفال الصومال الذين يعانون من تبعات الحرب والجفاف طويل الامد في ان واحد.
فمالذي يجب علينا فعله لوقف هذه الحالة الانسانية الصعبة، خصوصا في ظل عدم وضوح الرؤيا لانتهاء هذه الازمات والحروب؟

سؤال برسم الاجابة و بحاجه الى وضع الخطط العاجلة لمساعدة الاطفال في ظل هذه الاضرابات، نعم قد تفي المساعدات الانية بالغرض اللحظي ، الا انها غير كافية على المدى البعيد، والواجب علينا جميعا ان نفكر في حلول دائمة ومستمرة بالشراكة مع جميع اركان دعم الطفولة في العالم اضافة الى الدعم لتنفيذ برامج تعنى باستراتيجيات عالمية تضع اليات تواصل وتشبيك للحد من الاخطار التي تمس الاطفال وتحد من عواقب لا تحمد عقباها على لبنات الاجيال القادمة،
ولا ننسى ضرورة العمل على الزامية تفعيل القوانين والاتفاقيات الدولية في مجال حماية حقوق الطفل، و مما لا شك فيه فان خفض نسبة سوء التغذية وبالتالي خفض الوفيات بين الاطفال، وفي الختام بدون وجود اطفال اصحاء لن تكون هنا مجتمعات قوية قادرة على العطاء والانجاز مستقبلا.