ما وراء ازدياد وحشية الاحتلال في جنوب غزة ؟
خاص - قال المحلل السياسي الفلسطيني والمختص بالشأن الاسرائيلي، عزام ابو العدس، إن الاحتلال فشل فشلا ذريعا خلال المرحلة الأولى من الحرب الوحشية على قطاع غزة أثناء تواجده في مناطق الشمال، مشيرا إلى أن الاحتلال لديه قناعة بأن نصيحة الولايات المتحدة بالتقدّم البطيء ستتسبب بخسارة المعركة.
وأضاف أبو العدس لـ الاردن24 أن الفشل الذريع في الشمال دفع الاحتلال لإظهار وحشية أكبر في مناطق الوسط والجنوب، وبما يجعل وسائل الحياة محالة في قطاع غزة بعد تدمير كلّ شيء، مبيّنا أن الاحتلال دمّر (50) ألف منزل بشكل كامل وأكثر من (250) وحدة سكنية بشكل جزئي، بالإضافة إلى مئات المدارس والمساجد، وبذلك يدفع السكان للهجرة.
وبيّن أبو العدس أن العدو يعلم أن السيطرة على المناطق الجنوبية فكرة صعبة جدا، ولذلك يقوم بالقتل والتدمير وارتكاب المجازر للضغط على السكان ودفعهم للخروج منها لنزع الحاضنة الشعبية عن المقاومة.
وأشار أبو العدس إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من يدير ويمول العملية العسكرية في غزة بالكامل، وهي تعتبر أن هزيمة المقاومة مسألة وجودية بالنسبة للاحتلال، نظرا لكون الولايات المتحدة الأمريكية كانت تنوي الانسحاب من قواعدها بالشرق الاوسط وتترك الكيان الصهيوني كقاعدة خلفية لها وتتفرغ لحصار الصين وتمرير مخططات اعادة تشكيل المنطقة، فجاءت عملية طوفان الأقصى في 7 اكتوبر وأفسدت مخططاتها.
ولفت أبو العدس إلى أن الاحتلال ينظر لهذه الحرب على أنها حرب وجودية بالنسبة له، ويعتبرها دفاعا عن وجوده، ويريد ارسال رسالة من خلالها إلى كلّ من يريد تهديدها بأن مصيره سيكون التدمير.
وتابع أبو العدس أن خسارة هذه الحرب بالنسبة للكيان يعني عدم عودة (70) ألف مستوطن إلى غلاف غزة و(80) ألف آخرين إلى مناطق الشمال وعدم هجرة 11 مليون يهودي تنوي جلبهم من العالم إذا لم تستطع حماية حدودها، اضافة إلى أن التطبيع الذي اتجه له بعض العرب انطلق من فكرة أن "اسرائيل دولة قوية" فجاءت المقاومة وكشفت زيف هذه الصورة.