هدف اسرائيل الاستراتيجي ازاحة غزة عن كوكب الارض
كيف يا غزة تنجبين مقاومين بهذه الارادة والايمان والعزيمة والشجاعة والقوة،يبادرون هم بالهجوم ،ويقتحمون الحصون والقلاع وخطوط الدفاع ،والتكنلوجيا والدفاعات الالكترونية والاستخبارية بكل انواعها،ويضربون ويهزمون ويقتلون ويأسرون ويذلون الجيش الذي لا يقهر والاسطوري ،الذي لم يعتد على الهزائم والانكسار وتحطيم الكبرياء ،هذا هو لسان حال الاحتلال وحلفائه جميعا ،ويتساءلون ايضا،كيف يسجل هؤلاء المقاومون الذين انجبتهم غزة،كل هذا الصمود الاسطوري ،ويعدون كل هذه العدة والاستعداد ومقومات الصمود العسكرية.
ما جرى في السابع من اكتوبر الماضي ،يشكل بالنسبة للاحتلال وحلفائه واعوانه خطرا حقيقيا وتهديدا وجوديا للاحتلال،الامر الذي اصابهم بالذهول والدوران وفقدان التركيز،فقرروا بسرعة دون تخطيط ومن غير وضع خطة عسكرية ،القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة وتسوية غزة بالارض وترحيل او تهجير سكانها المليونين ونصف المليون خارج حدود فلسطين التاريخية ،لابعاد الخطر الوجودي عن الاحتلال،ومنع اعادة تشكيل مقاومة اخرى من جديد،اذا نجحوا في تحقيق اهدافهم.
يمكن للغرب وامريكا ان يستوعبوا ويتقبلوا ،اي تهديد خارجي لبلدانهم وشعوبهم ،لكنهم لا يمكن ان يتقبلوا اي تهديد او هزيمة لاسرائيل،ولا يمكن ان يسمحوا باضعافها ،ولديهم الاستعداد لابادة الشعب الفلسطيني والامة العربية مقابل حماية اسرائيل من الزوال،فهم الذين زرعوها لتحقيق اهدافهم ومصالحهم في المنطقة وحمايتها والحفاظ عليها.
لا يهمهم ولا يعنيهم قوة وتسلح اي دولة في العالم ،حتى لو اصبحت نووية،مثل الهند والباكستان وحتى ايران وكوريا الشمالية وغيرها،لكنهم لن يسمحوا لأي دولة عربية بأن تمتلك صناعة عسكرية من اي نوع ،لاعتقادهم بانها قد تهدد اسرائيل .
بدأ الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة على شكل عدوان،ثم توسع ليصبح حربا شاملة،والآن اصبح ابادة جماعية ،بمشاركة امريكية واوروبية،والهدف ليس المقاومة وحدها ،وانما جميع الفلسطينيين الذين يسكنون في قطاع غزة،مستهدفين بالقتل الجماعي صغارا كبارا ذكورا واناثا،فهي ابادة جماعية للبشر والحجر والشجر ،وتحويل قطاع غزة الى ارض محروقة قاحلة خالية من كل مقومات الحياة وغير قابلة للحياة نهائيا،وازالتها من الخرائط الجغرافية والديمغرافية والوجودية ،وازاحتها خارج كوكب الارض ان استطاعوا.
لن يوقفوا الابادة ما دام هناك غزي يتنفس الهواء، ومدماك بناء يقف على سطح الارض في القطاع،الا بهزيمتهم ومردغتهم على ارض غزة كما حصل في غلاف غزة.
واذا تعالت الاصوات الامريكية والغربية الداعية الى وقف الابادة الجماعية في غزة،فاعلموا ان الهدف انقاذ الاحتلال ، وانتشاله من وحل ورمال ومستنقع غزة.
انهم جميعا يستميتون لتسجيل اي هدف او انتصار او انجاز عسكري،لكنهم فشلوا فشلا ذريعا رغم دخول عدوانهم الشهر الثالث،ونتيجة لهذا الافلاس في تحقيق اي هدف من اهدافهم الثلاثة التي وضعوها لحربهم،وهي القضاء على المقاومة وتحرير اسراهم وتهجير اهالي القطاع،انتقلوا الى تنفيذ الخطة البديلة وهي الابادة الجماعية لسكان قطاع غزة ،للتخلص من المقاومة والشعب الذي يعتبر منتجا للمقاومة وحاضنتها.
العالم الصامت المتفرج على هذه الابادة الجماعية ،التي لم يشهد لها التاريخ البشري مثيلا ،كيف يمكن ان يبرر صمته للاجيال القادمة.