السلطة في غزة



يبدو ان شهية السلطة الفلسطينية قد زادت و اتسعت قراءحها لادارة غزة بعد ان أبدت استعدادها لتولي هذه المهمة مقدمة تصورها وخططها لهذا المشروع.

حتى قبل إنهاء العدوان الإسرائيلي والأمريكي على أهلها وشعبها .

وقالت السلطة بان شرطتها قادرين على اداء هذه المهمة وضبط الأمن في غزة بناء على تجربتها في الأراضي المحتلة ، مقدمة مقاربة عن مهامها وطريقة اداراتها لغزة التي عجزت دولة الاحتلال عن اخضاع شعبها وفصائل المقاومة فيها.

وحتى تتمكن من أداء المهمة دعت السلطة التي اصبحت أكثر انشغالا في هذا الموضوع إلى وجود قوة دولية لتساعدها على اخضاع الناس لفترة انتقالية قدرتها بما يقارب السنتين بعد ان تبنت الولايات المتحدة الامريكية وشركاءها هذا المشروع وروجت له لمساعدة إسرائيل على الخروج من مأزقها.

وزادت السلطة في عرض عضلاتها وتقديم رؤيتها ومغرياتها للغرب وأخذت تلهث خلف المصيدة وكأنها عملية تحرير ، مقدمة جملة من الاجراءات كانت في السابق من المحرمات وهو اجراء انتخابات بعد انتهاء الفترة الانتقالية .

هذه الانتخابات نفسها التي انقلبت عليها منذ ما يقارب العشرين سنة ولم تجريها منذ عام2006 اما الان فهي مستعدة لذالك.

وامام هذا المشهد وما تقدمه السلطة من استعداد ورغبة جامحة في العودة الى غزة بعد القضاء على حماس، وكأنها تلبي رغبة دولة الاحتلال الإسرائيلي والأمريكان مقدمة لهم خدمة لمهمة عجزوا عن تنفيذها منذ 17سنة، بعد ان أجبرتهم المقاومة على مغادرتها ومنعتها من العودة لها.

لا بل ضجت مضاجعهم وحرمتها من الراحة والنوم.

والغريب في الموضوع هو انخراط السلطة في مخطط ظاهره كما باطنه تفوح منه رائحة تزكم الأنوف قبل انتهاء العدوان اولا وكأنها عائدة إلى الإنتقام .

علما بان ظروفها ليست بأحسن حالا امام حصار اسرائيلي للمدن والمخيمات الفلسطينية وانتشار مستوطنيها ومتطرفيها وجيشها في الأراضي المحتلة ليقتلوا ويعتقلوا الشباب والاطفال الفلسطينيين..

فان هرولة السلطة وسيلان لعابها للعودة الى غزة على إنقاض الشهداء والاف الجرحى، امام مشهد من الدمار وحالة أقرب الى البؤس وحياة لا تطاق في ظل دمار كامل للمنظومة الصحية والتعليمية والطاقة والاتصالات، وبيئة قابلة لكل شيء غير الحياة أو العيش امر يبعث على الاستغراب وتضع أمامه جملة من التساؤلات.

اما الأمر الذي نخشاه من هذا المخطط الصهيوني الامريكي هو اعتبار غزة الدولة الفلسطينية الموعودة وعلى الفلسطينيين ان يقيموا دولتهم فيها بعد تهجير مليون او اكثر من الضفة إلى غزة بعد ان فشلت في تهجير سكان الاخيرة إلى مصر .

وهنا ستقول أمريكا واسرائيل هذا هو حل الدولتين فقد وعدنا وأوفينا.

وعلى الفلسطينيين ان يقيموا دولتهم في غزة ومن يرغب بعدها من الذهاب إليها من الفلسطينيين له الحق ، و من يبقى فعليه ان يخضع للقوانين الإسرائيلية .

وعلى الفلسطينيين في غزة ان يقلعوا شوكهم بأيديهم وان يصفوا حساباتهم بين بعضهم وان يعودوا للتناحر فيما بينهم وكأن الاستعمار البريطاني وخططه في التقسيم والاقتتال الداخلي يطل براسه من جديد في غزة .

فهل ستتحمل السلطة كل هذا الوزر وان تدفن حلم الفلسطينيين بأيديها؟؟ بعد ان تكون قد منحت دولة الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا صكوك غفران على جرائمهم وما اقترفوه من إبادة جماعية وتدمير كل مرافق الحياة فيها لم يسلم منها الشجر ولا الحجر وتحمل هي نيابة عنهم المسؤلية.

وهل سيقبل الفلسطينون بعد كل هذه التضخيات، ان تدخل السلطة غزة على الدبابة إلاسرائيلية التي قتلت أطفال ونساء غزة ودمرت منازلها فوق رؤوس ساكنيها ؟؟