كتب محرر الشؤون المحلية - باستثناء نقابة الأطباء الأردنية، لم تعلن النقابات المهنية الكبرى في بلادنا "نقابات مجمع النقابات المهنية " عن تبنيها لدعوات الاضراب الشامل التي انطلقت على مستوى دولي تضامنا مع الاهل في قطاع غزة، وللمطالبة بوقف اطلاق النار ووقف عمليات الابادة الجماعية التي ينفذها انكشاريو جيش الاحتلال البربري..

النقابات المهنية تغيب تماما عن الحدث التضامني الأبرز مع الأشقاء في غزة، تلتزم الصمت تتجنب الرد والتعليق، لا بل يذهب بعضها للدعوة الى اضراب في ايام اخرى، في محاولة للتذاكي على الناس، والتحايل على معاني ودلالات عدم التجاوب مع الدعوة التي تبنتها العديد مع القوى الوطنية السياسية والحزبية والشعبية ..

لا نعرف ما الذي يحدث في مجمع النقابات ؟ وكيف يمكن فهم هذا التنازل الطوعي عن المكانة والدور ؟

رئيس مجلس النقباء نقيب المهندسين الأردنيين، أحمد سمارة الزعبي، لم يعلق على القضية، لم يتحدث عن موضوع الاضراب، ولم يوضح اسباب هذا الموقف المبهم من المشاركة أو عدمها.. علما ان دعوات الاضراب الشامل اخذت طابعا دوليا وتبنته الكثير من القوى النقابية والعمالية في العالم، وكان هذا يتطلب موقفا واضحا من النقباء والنقابات، إلا أن غالبيتهم التزم الصمت في وقت كان عليهم فيه ان يفعلوا شيئا ان يبادروا بشىء !!

المنتسبون لهذه النقابات اتخذوا قراراتهم بصفة شخصية ودون غطاء نقابي ، لان فلسطين بالنسبة لأبناء شعبنا العظيم هي نبض القلب، ومصدر الأمل ومركز الكون وقبلة الاحرار، فكيف لا يعبرون عن تضامنهم بما يستطيعون، هل يعرف النقباء اردنيا واحدا لم تحدثه نفسه بالجهاد من اجل فلسطين وشعبها الصابر المرابط ،فكيف يغيبون عن هذه الفعالية ؟!!

هذه هي المرة الاولى التي تنجح بها دعوات الاضراب الشامل على هذا النحو الواسع والممتد ، وسواء أعلن النقباء تبنيهم للاضراب ام لم يعلنوا ، فلن يغير هذا من حقيقة ان القطار قد فاتهم ، وان المحطة التي مكثوا فيها لا تليق بهم ابدا ..