الاسرى الورقة الرابحة بيد المقاومة
الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ،وعجز الحرب الاسرائيلية على القطاع عن تحرير اي اسير اسرائيلي حتى الان رغم مرور 67 يوما على العدوان،والضغط الشعبي الاسرائيلي الداخلي المطالب بالافراج عن الاسرى المحتجزين لدى المقاومة،كل ذلك اجبر حكومة الاحتلال على قبول بحث عملية تبادل الاسرى مرة اخرى ،لكن مقابل هدنة وليس وليس مقابل وقفا شاملا للعدوان على غزة .
الاسرى الاسرائيليون لدى المقاومة الفلسطينية ،يعتبرون الورقة الرابحة والضاغطة على الاحتلال ،لاجباره على وقف الحرب الهمجية الوحشية التي يشنها على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع على حد سواء،والحديث عن هؤلاء الاسرى هذه المرة يجب ان يكون مختلفا عن المرات السابقة،ويجب رفض الدخول بمفاوضات حول تبادل الاسرى ،الا بعد وقف الحرب المتواصلة للشهر الثالث على التوالي،واستبعاد بحث الهدن المؤقتة بالمطلق،لأنه لا فائدة ولا جدوى منها .
ويجب ان تتضمن شروط المقاومة لاتمام عملية التبادل،تبييض المعتقلات والسجون الاسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين القدامى والجدد الذين يفوق عددعم حاليا تسعة الاف اسير ومعتقل،وانسحاب جيش الاحتلال ومعداته من قطاع غزة بالكامل ،والاتفاق على عملية اعادة الاعمار في القطاع على الفور،وانهاء الحصار على غزة برا وبحرا وجوا،واعادة الحياة الى طبيعتها في كامل مساحة قطاع غزة من بيت لاهيا حتى رفح،وفتح جميع المعابر فورا وادخال المواد الاغاثية بجميع انواعها ،والبدء بمفاوضات شاملة تحدد مستقبل الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية ،وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لن يصعب على الاحتلال الاسرائيلي استئناف الحرب بعد اي هدنة مؤقتة،رغم انه لم يحقق حتى الان اي انجاز او نصر عسكري يذكر،وقد امتد عدوانه الى الضفة الغربية بعنف وشراسة لا تقلان عن وحشيته في قطاع غزة،امام تجاهل دولي وتعتيم اعلامي على جرائم الاحتلال والمستوطنين الذين يوفر لهم جيش الاحتلال الحماية الكاملة والتسليح في الضفة الغربية المحتلة.
اي حديث عن الهدن يجب رفضه وعدم التعاطي معه ،لان الهدن لا توقف الحرب،واذا استعادت اسرائيل اسراها سوف تحرق ما تبقى من قطاع غزة،وسيمتد حريقها الى الضفة الغربية،لذا ،يجب ان تتم عملية التبادل في اوقات متباعدة،واثناء تطبيق الشروط المذكورة ،رغم ان الاحتلال يستطيع ان يقتل من المدنيين ويدمر ويحرق ،لكن لا يجوز ان تذهب دماء الشهداء والجرحى والمعتقلين والدمار الهائل بلا ثمن،واذا كانت عملية التبادل ستتم عبر الهدن لاسمح الله،فمن الافضل انهاؤها مرة واحدة ،ودون مفاوضات.
وقف الحرب بالكامل يجب ان يكون مطلبا رئيسيا للوسطاء ايضا ،حتى لو عارضت الادارة الامريكية ،لان الحرب لا تتجزأ، فاما ان تستمر مهما كانت النتائج ،او ان تتوقف بما وصلت اليه من نتائج ومخرجات.